القرآن كتاب عربى ظهر فى بيئة عربية لم يعالج أو يذكر إلا الأماكن والمشاكل التى كانت موجودة عند ظهوره . إذن هو عربى لأولئك العرب فى ذاك الزمان. فكل القرآن كان خطاب للنبى وقوم النبى وعن مشاكله معهم وتهديده لهم بالعذاب فى الدنيا والآخرة .ولم يخاطب القرآن بعد قوم النبى إلا بنى اسرائيل الذين هم جزءا من الواقع العربى تاريخا وثقافة . فهم كانوا يعيشون بين العرب ويتسمون بأسماء عربية هم وأجدادهم .
فلدينا آيات كثيرة تنص صراحة على طبيعة المهمة المحمدية .
ومن هذه الآيات نجد الآتى :
" وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "
..............................................
" وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ "
آية واضحة من سورة الزخرف . تلك السورة أجدها كافية لمن يقرأها أن يتأكد من أن القرآن دين العرب وليس غيرهم .
..............................................
" وهذا كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا "
الآية واضحة تتحدث عن كتاب القرآن المصدق للكتب السابقة لكى ينذر به أم القرى ( مكة ) ومن حولها من القرى .
................................................
"نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ * أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ "
هذه آية صريحة تتحدث عن لغة القرآن وتعفى كل من ليس عربيا من الإيمان بمحمد وقرآنه . ففيها اعتراف ببديهية منطقية تماما . فكيف للأعجمى أن يكون له رسالة لا يفقه لغتها ؟
..............................................
" وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ "
آية أخرى تؤكد على أهمية أن يكون القرآن عربيا . فلو جعل الله القرآن أعجميا غير عربى لكان إشكالا للعرب المقصودين بالرسالة.
.....................................................
" كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ "
آية صريحة تتحدث عن لغة القرآن العربية التى تستهدف قوما بعينهم .
..............................................
" إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولا "
هل يمكن أن يكون الخطاب فى ( أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ )مقصودا به البشرية كلها . أم أنه حطاب لمجموعة بعينها .
..........................................
" وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذۡ نَادَيۡنَا وَلَكِن رَّحۡمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ "
آية أخرى تتحدث عن رسالة النبى التى هى لقوم لم يأتهم نذير من قبل . ويقصد بذلك العرب الاميين المعروفين بأنهم لم رسول .
.....................................
" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "
رب القرآن يصرح بأنه أنزل القرآن عربيا لكى يعقله العرب .
............................................
" كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ "
الآية تتحدث عن النبى الذى أرسله ربه فى أمة قد خلت قبلها أمم .
والأمة فى اللغة فى مثل هذا المقام لا تعنى إلا شيئا واحد ألا وهو مجموعة من البشر تجمعهم طبيعة واحدة وظروف واحدة فى فترة زمنية بعينها . والمقصود بها هنا أمة العرب فى زمان النبى .
..................................................
" ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين "
يتحدث رب القرآن عن يوم الحساب . حين يبعث فى كل أمة رسولهم كى يشهد . ثم يتكلم عن محمد نبى الإسلام فيقول ( وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ) . فهل تكون الإشارة فى كلمة هؤلاء للبشرية كلها . أم أنها لقوم تقصدهم الكلمة .
..............................................
ان الدين الاسلامي هو دين عربى ينتصر لفئة على فئة فقد قالها محمد لابى الحكم عمرو بن هشام ( فقال له النبي كلمة تدين لكم بها العرب وتدفع لكم بها الجزية العجم )
فكيف لمن يقول ذلك أن يكون لهداية البشر على كل اختلافاتهم . ومهما كانت صحة هذه الرواية لكنها تدل على فهم راويها لطبيعة الرسالة المحمدية .
............................................
القرآن عربى فهو للعرب . فهكذا قال القرآن :
" وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ "