الحقيقة المروعة التي يجب أن تواجهوها هي أنكم لا تملكون أجسادكم على الإطلاق. إنها مجرد آلات بيولوجية مؤقتة تمنح لكم لفترة زمنية قصيرة لتجربة الحياة. ثم تنتهي الرحلة وتعودون إلى العدم.
تسير هذه الآلات بدقة متناهية بفضل ملايين السنوات من التطور. لكنها ليست ملككم. إنها مجرد هدية قصيرة الأمد ،تنتهي حينما تقرر الطبيعة إيقاف آلياتها الدقيقة. في تلك اللحظة، ستتوقف قلوبكم عن الخفقان وتتوقف أجسادكم عن العمل.
وما أنتم إلا مستأجرون في هذه الأجساد مدة محددة. تسيطرون على بعض جوانبها فيما تظل معظم وظائفها خارج نطاق سيطرتكم. شعوركم بأنكم أنتم هذه الأجساد ليس إلا وهماً. فأنتم مجرد وعي يسكن فيها مؤقتاً. وعندما ينتهي دورها، سينتهي وعيكم.
أدلة كثيرة تؤكد هذه الحقيقة القاسية:
•إن معظم العمليات الحيوية في أجسامكم - مثل ضربات القلب والتنفس والهضم - خارجة عن إرادتكم. أنتم لا تتحكمون فيها وتحدث تلقائياً.
•إن خلايا أجسامكم وأعضائها تتجدد باستمرار طوال حياتكم. فخلال 7-10 سنوات يتم استبدال معظم خلايا أجسامكم. فكيف تكونون هي الأجساد؟
•إن أجسادكم مبنية من المواد نفسها الموجودة في الأرض والكون - من الذرات والجزيئات. وستعود إلى نفس الذرات حين تتحلل وتتفكك. إذن كيف تكونون هي هذه المواد؟
•إنكم تبدأون الحياة دون إرادة منكم، وتأتون إلى هذا العالم دون اختيار. وتغادرونه أيضاً رغماً عنكم عندما تنتهي آليات أجسادكم. فلا شيء من هذه العملية يخضع لإرادتكم.
•يمكن زرع أعضاء وأنسجة من أجسام بشر آخرين في أجسادكم لتعويض التالف منها. فإن كانت حقاً تعود لكم، كيف يمكن استبدال أجزاء منها بأجزاء من غيركم؟
•يمكن أن يستمر بقاء أجسادكم بواسطة الأجهزة الطبية حتى بعد توقف الدماغ عن العمل. فهل تظلون أنتم بلا وعي وعقل؟
•حتى إدراككم ووعيكم وشخصياتكم تتغير وتتبدل مع تقدم العمر. فكيف تكونون هي الأجساد إذا كنتم تتغيرون؟
إن الحقيقة القاسية هي أنكم لستم أجسادكم، بل إنكم مجرد وعي يسكنها مؤقتاً أو طاقة تجرب الحياة المادية لفترة محدودة في هذا العالم الفاني. فكفوا عن الاعتقاد بأن هذه الأجساد هي من أنتم. فهي مجرد ملابس مؤقتة ستتخلون عنها. هذه هي الحقيقة المرة والخطيرة التي يجب أن تدركوها!