الإنسانية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الإنسانية

الإنسانية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الإنسانية

الارتقاء الى المستوى الإنساني


  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

♦كيف تخلف المسلمون؟... الوثيقة القادرية نموذح

أبو عماد
أبو عماد
Admin


عدد المساهمات : 795
تاريخ التسجيل : 20/11/2012
العمر : 68
الموقع : damas

♦كيف تخلف المسلمون؟... الوثيقة القادرية نموذح Empty ♦كيف تخلف المسلمون؟... الوثيقة القادرية نموذح

مُساهمة  أبو عماد الثلاثاء 5 يناير 2021 - 21:46


توجد ما تسمى "بالوثيقة القادرية" صدرت من الخليفة العباسي في القرن 5 هـ ، منعت الاجتهاد في الدين وتوقف بسببها التصنيف في الأحاديث بشكل كبير، وقيدت المعارف والعلوم كلها، وبدأ المسلمون عصر جديد يشرحون فيه ما سبق تدوينه...
- حكمت الوثيقة على معارضيها بالكفر، شئ أشبه بالمجمع المسكوني المسيحي، ونصت الوثيقة على الآتي:
1- كفر وقتل من يقول أن القرآن مخلوق
2- كفر تارك الصلاه
3- منع الكلام فيما شجر بين الصحابة
4- الشهادة للعشرة المبشرين بالجنة
5- وجوب حب الصحابة على الترتيب (أبو بكر –عمر –عثمان –علي) ومنع ذكر معاوية إلا بالخير
- صاحب الوثيقة هو الخليفة العباسي "القادر بالله" المتوفى سنة 422 هـ، ومن يومها تقرر معتقد أهل السنة والجماعة الذي ورثه الأيوبيون والمماليك بعد ذلك دون تطوير، وقد استفاد القادر من فتوى الإمام الطحاوي لحل الخلافات العقدية بين المذاهب وخصوصا السنية، لنصوص الوثيقة على أن الله "لا مكان له ولا يستوي على عرشه بمعنى الاستقرار ، بل بمعنى وكيفية لا يعلمها إلا هو"...
- من الوهلة الأولى تكتشف أن المتضررين من الوثيقة هم أربعة مذاهب أو اتجاهات فكرية (الحنابلة الأوائل خصوم الجهمية، ثم المعتزلة والفلاسفة ، ثم الشيعة بجميع فرقهم) لذلك يقدس هذه الوثيقة كافة علماء الأشعرية ويعتبروها حسم تاريخي من أمير المؤمنين لعقيدة السنة والجماعة...
- تم تنفيذ الوثيقة بالفعل واشتعلت موجات القتل والسجن وحرق الكتب بحق المعتزلة والفلاسفة، أما الشيعة فاتخذوا التقية وكانت دولتهم البويهية في أخر أيامها، وأما الحنابلة خففوا من عقائد التجسيم التي أعلنها زعمائهم السابقين كالبربهاري والدارمي وابن خزيمة، مما فتح الباب لطعنهم كالفخر الرازي الذي وصف ابن خزيمة ب (الجهل وقلة العقل والفهم واضطراب الكلام، ثم سمى كتابه التوحيد بالشرك)... علما بأن كتاب التوحيد لابن خزيمة أساسي في عقائد سلفية هذا الزمان...
- ويبدو أن الخليفة قصد المعتزلة تحديدا، لقولهم بمعتقدين غاية في الخطورة عليه:
1- خلق الإنسان لأفعاله... وهذا يمنع الخليفة من ربط كلامه وأفعاله بقدر الله
2- المنزلة بين المنزلتين... وهذا لا يصف الخليفة بالإيمان..وبالتالي تحريم موالاته
وسبق منذ أيام قلت أن مشاكلة الحكام مع المعتزلة قولهم بالحريات أساسا، ومجمل القول بخلق الإنسان لأفعاله أن البشر أحرار.
- كان من نتائج الوثيقة شيوع عقائد الجبر والحشو والتعصب المذهبي الذي تمثل في الحروب بين السلاجقة مع البويهيين، ثم مناوشاتهم مع الفاطميين.
- أدى ذلك لإضعاف الشرق الأوسط فجاء الصليبيون واحتلوا القدس بدون مقاومة، والسبب الرئيسي كان في انهيار الفكر الإسلامي وشيوع الخرافة والأساطير بين العوام من جهة، وشيوع عقائد الجبر بين الفقهاء من جهة أخرى، فكل هزيمة أو حدث سياسي كبير يردوه إلى قدر الله رغم كونهم السبب فيه، فشاع الكفر بالأسباب ، ولم يعد للعمل أي أهمية..حتى تخلف المسلمون إلى أن جاء عصر الاستعمار الذي أيقظهم على حقيقة بشعة ظلوا غافلين عنها لقرون.
_ سامح عسكر _
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 19 أبريل 2024 - 13:22