قبل أن تستغرب ماهي علاقة الكلاب و القطط بافتتاحية مثل هذه المجلة ادعوك صديقي و صديقتي لإكمال هذه السطور .
و ربما ستعرف العلاقة الوثيقة .
أولاً لما القطط و ليس الكلاب ؟
كلاهما حيوانات اليفة جميلة حتماً لكن لنفكر قليلاً في اسباب حب بعض البشر و انا منهم للقطط و تفضيلها على الكلاب و سأحاول أن أضع وجهة نظري و اسبابي و لا ادعي انها نفس اسباب الجميع .
القطط حرة و صاحبة شخصية قوية و عملياً لم تصل بعد لمرحلة التدجين , أي انك لن ترى قطيعاً منقاداً تماماً من القطط لن ترى قطاً تأمره بالوقوف أو الجلوس أو التدحرج و يفعل ذلك بل ربما سينظر لك شذراً و يمضي في طريقه و ربما يضحك على أوامرك الغبية في سره .
فيحين أن الكلاب ستفعل ذلك و أكثر لتحظى بحبك و تربيتك عليها .
القطط ليست وفيه كالكلاب فهناك عشرات الاف الحوادث لقطط تركت البيت الذي خلقت فيه و أكلت منه و ذهبت بكل بساطة لمكان تراه أفضل , الكلاب لن تفعل ذلك بالتأكيد فهي عرفت بالوفاء لصاحبها و للمكان الذي تربت و اكلت و شربت و نامت فيه .
لهذه الاسباب و لغيرها البشر يميلون لاقتناء الكلاب اكثر بأضعاف من اقتناء القطط .
و لنفس الاسباب البشر يميلون للتدين و يحبون أن يكون لديهم شيوخ يفتون بما يحبو و يتدحرجون أمامهم و لنفس السبب أيضاً يحب الشيوخ جمهورهن المستعد لفعل أي حيلة يعلموهم اياها .
بإمكان أي شيخ أن يأمر جمهوره بالوقوف و الجلوس و التدحرج و حتى تفخيخ أنفسهم و قتل كلاب شيخ آخر ينتمي لدين آخر .
البشر تحب العبودية و لهذا تحب الكلاب أكثر … الكلاب عبدة لا تفكر و ستفعل أي شيء لترضي صاحبها .
لهذا سترى شيوخاً و رؤساء و أمراء و ملوك و رؤساء طوائف يحبون شعوبهم كما يحب أي صاحب كلب كلبه .
و العلاقة هنا متبادلة فتلك الشعوب تحبهم أيضاً لانهم سينفذون أي طلب غبي بشن الحرب أو (دغدغة ) أي شعور قطيعي مثير لديهم .
علاقة حب الكلاب متبادلة بين تلك الشعوب و رؤسائها .
العبودية مغرية و مريحة و لذلك يفضلها البشر عن أشخاص أو أفكار لن تتدحرج لتحظى بأعجابك بل لن تعطي رأيك فيها أي أهمية و ستدير وجهها و هي تضحك على غبائك .
أنا قط و أحب القطط
لن أكون كلباً و لم أحب الكلاب طوال حياتي
لن أتدحرج و لن أستطيع أن أحب المتدحرجين
و دائماً عيشوا سعداء
أيمن غوجل
مؤسس و رئيس تحرير مجلة آي ثينك
أفتتاحية العدد 40
Feb 2016