المطالعة السّطحيّة لتاريخ العلوم ولأصول النّظريّات العلميّة الحديثة قد توهم بعض النّاس للإعتقاد بأنّ جميع المسائل العلميّة المُشْكِلَة قد حُلّت، وليس لدى الجيل القادم من العلماء إلاّ مهمّة التّنقيح ومحاولة حلّ الألغاز الصّغيرة التي لا تتطلّب ذكاءً وفطنة بقدر ما تحتاج من وقتٍ وجهد بشريّ. إذا كنت تظنّ أنّ البشريّة على وشك إسدال السّتارة على جهود البحث العلميّ، عزيزي الشّاب العربيّ وعزيزتي الشّابّة العربيّة، فأنت مخطئ! وخير دليلٍ على أنّ أسئلة العلم هي نبعٌ لا ينبض يأتينا اليوم من أعرق المجالات العلميّة، أقدمها، وأكثرها قربًا من اليقينيّات الرّياضيّة: علم الفيزياء الحديث.
في الـ 13 من يناير 2013 (أي قبل شهرٍ من الآن)، نشر الفيزيائي الأمريكي الشّهير شين كارول (Sean Carroll) مقالة قصيرة في مدوّنته أسماها "أكثر الرّسوم البيانيّة إحراجًا في علم الفيزياء الحديث". الرّسم البياني الذي قصده كارول لم يكن مقتطعًا من دراسة فيزيائيّة، وليس في شكل المدرّج التّكراري ما يثير الحرج. الرّسم البياني المذكور نشر في نتائج دراسة إستطلاعيّة إستهدفت 28 عالم فيزياء، 5 فلاسفة، و3 علماء رياضيّات وتمّ إجراؤها في مؤتمر "فيزياء الكمّ وطبيعة الواقع"، الذي أقيم في سنة 2011 في النّمسا.
في هذا الإستطلاع، سُئلَ العلماء 16 سؤالاً، من بينها سؤال عن تفسيرهم المفضّل لنظريّات ميكانيكا الكمّ، وللظّواهر الخاضعة ضمن هذا المجال العلمي. وعلى الرّغم من أنّنا بدأنا بحثنا في عالم الفيزياء الكميّة في العشرينات من القرن الماضي، إلاّ أنّ الإنقسام في مواقف العلماء بشأن أكثر تفسيرٍ عقلانيّ لهذه النّظريّة ما زال محيّرًا. تفسير كوبنهاجن، والذي عادة ما يُنسب إلى نيلز بور وفيرنر هايزنبرج، ما زال أكثر التّفسيرات قبولاً لدى العلماء، إذ تحصّل على نسبة تأييد تقارب الـ (42%) في هذا الإستطلاع. (النّتائج الأخرى للإستطلاع متاحة في هذه الصّورة: [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
الأمر المذهل، بحسب كارول، هو أنّ إنجازاتنا في مجال فيزياء الكمّ تعتبر واحدة من أفضل الإنجازات في تاريخ الفيزياء. فمع العام 1932، وضع عالم الرّياضيّات الشّهير جون فون نيومان الأسس الرّياضيّة للنّظريّة. كما أنّ هنالك تجارب وإختبارات عديدة أثبتت أنّ دقّة نتائج النّظريّة أقلّ ما يُقال عنها أنّها مدهشة. ومع كلّ ذلك، ما زلنا غير قادرين على الإجماع على تفسير معقول لجميع الظّواهر والمفاهيم التي تغطّيها النّظريّة.
المصادر (لمزيد من القراءة والمعلومات):
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
المطالعة السّطحيّة لتاريخ العلوم ولأصول النّظريّات العلميّة الحديثة قد توهم بعض النّاس للإعتقاد بأنّ جميع المسائل العلميّة المُشْكِلَة قد حُلّت، وليس لدى الجيل القادم من العلماء إلاّ مهمّة التّنقيح ومحاولة حلّ الألغاز الصّغيرة التي لا تتطلّب ذكاءً وفطنة بقدر ما تحتاج من وقتٍ وجهد بشريّ. إذا كنت تظنّ أنّ البشريّة على وشك إسدال السّتارة على جهود البحث العلميّ، عزيزي الشّاب العربيّ وعزيزتي الشّابّة العربيّة، فأنت مخطئ! وخير دليلٍ على أنّ أسئلة العلم هي نبعٌ لا ينبض يأتينا اليوم من أعرق المجالات العلميّة، أقدمها، وأكثرها قربًا من اليقينيّات الرّياضيّة: علم الفيزياء الحديث.
في الـ 13 من يناير 2013 (أي قبل شهرٍ من الآن)، نشر الفيزيائي الأمريكي الشّهير شين كارول (Sean Carroll) مقالة قصيرة في مدوّنته أسماها "أكثر الرّسوم البيانيّة إحراجًا في علم الفيزياء الحديث". الرّسم البياني الذي قصده كارول لم يكن مقتطعًا من دراسة فيزيائيّة، وليس في شكل المدرّج التّكراري ما يثير الحرج. الرّسم البياني المذكور نشر في نتائج دراسة إستطلاعيّة إستهدفت 28 عالم فيزياء، 5 فلاسفة، و3 علماء رياضيّات وتمّ إجراؤها في مؤتمر "فيزياء الكمّ وطبيعة الواقع"، الذي أقيم في سنة 2011 في النّمسا.
في هذا الإستطلاع، سُئلَ العلماء 16 سؤالاً، من بينها سؤال عن تفسيرهم المفضّل لنظريّات ميكانيكا الكمّ، وللظّواهر الخاضعة ضمن هذا المجال العلمي. وعلى الرّغم من أنّنا بدأنا بحثنا في عالم الفيزياء الكميّة في العشرينات من القرن الماضي، إلاّ أنّ الإنقسام في مواقف العلماء بشأن أكثر تفسيرٍ عقلانيّ لهذه النّظريّة ما زال محيّرًا. تفسير كوبنهاجن، والذي عادة ما يُنسب إلى نيلز بور وفيرنر هايزنبرج، ما زال أكثر التّفسيرات قبولاً لدى العلماء، إذ تحصّل على نسبة تأييد تقارب الـ (42%) في هذا الإستطلاع. (النّتائج الأخرى للإستطلاع متاحة في هذه الصّورة: [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
الأمر المذهل، بحسب كارول، هو أنّ إنجازاتنا في مجال فيزياء الكمّ تعتبر واحدة من أفضل الإنجازات في تاريخ الفيزياء. فمع العام 1932، وضع عالم الرّياضيّات الشّهير جون فون نيومان الأسس الرّياضيّة للنّظريّة. كما أنّ هنالك تجارب وإختبارات عديدة أثبتت أنّ دقّة نتائج النّظريّة أقلّ ما يُقال عنها أنّها مدهشة. ومع كلّ ذلك، ما زلنا غير قادرين على الإجماع على تفسير معقول لجميع الظّواهر والمفاهيم التي تغطّيها النّظريّة.
المصادر (لمزيد من القراءة والمعلومات):
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]