من وجهة نظرى الشخصية وخبرتى اعتقد ان الاشخاص الممارسين لطقس الصلاة او الدعاء يفعلون ذلك لثلاثة اسباب او دعنى اسميهم انواع الصلاة الثلاثة وهم:
1- الصلاة كفرض او علاقة مع الله
2- صلاة الشكر والامتنان
3- الدعاء او الطلبات والتضرع
(1) النوع الاول وهو صلاة الفروض او العلاقة مع الله ويمارسها الناس اعتقادا منهم ان الله قد خلق البشر ليعبدوه او لتكون له علاقة بهم ويتلذذ بهم ولا اعتقد ان الله قبل خلق الانسان كان لديه هذا الفراغ الذى جعله يخلق الانسان فقط ليعبده او انه ناقص او لديه احتياج لذلك بأى حال او انه سادى ونرجسى ويتمتع بكون الانسان يتذلل له فى محاولة لارضاؤه وايضا لا اعتقد ان العلاقة مع الله هى ما تجعل الانسان اكثر اخلاقا او تقدما ولكن افعاله ومبادئه اى كان مصدرها والدليل على ذلك ان المجتمعات الاكثر اخلاقا وتقدما هى مجتمعات لا تؤمن بالدين ولا تصلى اصلا ولست اعتقد ان الله قد خلق الانسان ليتلذذ بالعلاقة به والواقع الذى نعيشه يدل على قصة فشل واذلال فأى متعة يجدها الله فى واقع الانسان البائس لمجرد انه يصلى واى ميزة لمن يصلى دون غيره ؟
(2) النوع الثانى هو صلاة الشكر التى يشكر فيها الانسان الله على النعم التى يتمتع بها والتى من الله بها عليه ولكنى ارى الناس تشكر على ما اسميه شخصيا حقوق او اشياء الانسان تعب فيها وفعلها بنفسه فكيف يعقل ان اشكر الله على الطعام مثلا الذى تعبت فى العمل لايجاد ثمنه وتعبت ايضا فى اعداده ؟ او الشكر على ما احتاجه فقط لأعيش انسان كالحواس مثلا مقارنة بمن لا يمتلكها او بمن حدثت له حوادث وكوارث مع العلم ان الشكر على الاستثناء من الظلم نذالة وان هذه حقوق وليست هبات او الشكر على ما يسمونه معجزات او اشياء قد تميزوا بها دون غيرهم وهى اشياء تحدث للجميع من مختلف الاديان او حتى الملحدين تحت مسميات اخرى كالحظ او الصدفة !
(3) النوع الاخير هو الدعاء والطلبات وكأن الله هو العصا السحرية لتحقيق رغبات واحتياجات الانسان وفى هذه الحالة يعتقدون ان الصلوات المستجابة دليل على صحة اعتقادهم والصلوات الغير مستجابة دليل على خطأ بشرى طبعا مثل عدم الايمان او الخطية او ان الطلبة ليست حسب مشيئة الله وفى رأيى ان هذا النوع من الصلاة اعتقاد ان الله رتب الأمور بشكل خاطئ وانت تريد تصحيح الأمر او تذكير الله بشئ قد نساه او انه يجعل الظروف تسير عكس الانسان لاذلاله واجباره على الركوع والتذلل والدموع ليتدخل بالحل !
ويستمر الناس فى الصلاة ولا يتغير الواقع ابدا وكل ما يحدث هو ما كان سيحدث اصلا سواء صليت او لم تصلى ويزداد الواقع بؤسا ويزداد الانسان شقاء والمجتمعات الاكثر تدينا وصلاة وممارسة للطقوس والفروض هى الاكثر رجعية وتخلف ومرض وفقر وانحلال اخلاقى وزيف وجهل وخرافة وسلبية وانتظار للتدخل الالهى وامطار الخير من السماء ، او للعالم الاخر السعيد !
انا شخصيا سبق واعتنقت هذا التضليل متناسيا حقيقة ان الحياة ببساطة غير عادلة ، فأين يمكنك ان تجد استيفاء للعدالة لكل من خذلانك الايمانى والعاطفى الا فى اسطورة كهذه ؟!
هذه وهم ينشده الاطفال الذين لم ينضجوا عاطفيا فلو كان للإله الخالق الذى خلق هذه الاكوان الشاسعة واللانهائية ومليارات المجرات العظيمة والنجوم الهائلة الضخمة والشموس المتناثرة التى يستحيل عدها واحصائها او معرفة اين تنتهى خيارات التدخل فى حياة البشر هكذا لكان الابدى استعمالها فى انقاذ العالم من الدمار والبؤس بدلا من تضييعها على ارضاء هرمونات مخلوق هامشى مثلك من ضمن مليارات البشر على كوكب صغير لا يبلغ حجمه ذرة غبار فى هذا الكون اللانهائى !!
ايها المؤمن المصلى لماذا ترى ذاتك بهذه الأهمية والتضخم ؟ عليك ان تنضج وان تفكر قليلا بعقلك وان تفتح عينيك لترى الواقع ،،،
اذا تحقق ٥٠٪ من دعائك فهذا قانون الإحتمالات وليس دليلا على وجود عفريت علاء الدين فى السماء ، فما بالك ان ما يتحقق هو ٠,٠١٪ فقط .. الصلاة مثل القمار تربح مرة "صدفة" وتخسر المئات لكنك تستمر في اللعب رغم ذلك