الحاجة إلى البقاء على قيد الحياة

ً الحاجة التي هي أكثر أهمية للإنسان، حاجتُك للحفاظ على وجودك, وهي الغريزة الفطرية من بين كلّ الغرائز. وتبدأ في اتّخاذ
ّ قراراتك وبالتالي تتشكل حياتك بنتائج تلك القرارات. والحاجة إلى البقاء على قيد الحياة مرتبطة في مراحلك الأولى بالمجتمع المحيط
بك كونك غير قادر على البقاء وحيداً ً . إذاً ثمّ َة َمن هم بأسرتك يعد مسئولاً ٌ عن حمايتك والعناية بك ولهذه الحماية ثمن ّ لابد أن
ّ تدفعه وثمن هذه الحماية هو أنك لا بد َ أن تتوافق و قيم ِ مجتمعك ومتطلّباته منك حتّى تضمن أن يقبلك هذا المجتمع, حيث إنّه
ّ تم برمجتُ ّ ك منذ مرحلة عمرية مبك ًّ رة جدا من حياتك حتّى تتّخذ قرارات يحفزها الخوف بصورة أساسية من عدم قبول الآخرين لك.
وتأتي ضمنها الحاجة إلى نيل استحسان الآخرين, وتتشرب هذه الحاجة بداخلك لدرجة قد لا تدرك وجودها.ور ّبما أقنعت نفسك
ّ بأن ّ التوافق مع من حولك أمر أساسي لبقائك على قيد الحياة, وهذه محفزات ذات قوة جبّ ً ارة إن كنت مؤمن ً ا بها وإن كنت مؤمنا
إن هذا التهديد الموجه إلى وجوك الفعلي تهديد حقيقي, فإنّك ستتعامل معه على أنّه واقع فعلي وبالتالي لن تعمل على إشباع أي
حاجة أخرى من حاجاتك لأنّ ّ ك تعتقد أن وجودك مهدد فتظلّ حاجتك للحفاظ على وجودك هي الحاجة المسيطرة وسوف ينعكس
ذلك على قراراتك بالتأكيد

مجلة العقل العدد 3