[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
كتبت - أنجيل سامى
مع ازدياد عدد الملحدين فى الأونة الاخيرة وتعبيرهم عن افكارهم بصفحات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعى تمتلىء بملايين الملحدين من خلفيات دينية مختلفة ، كان لابد ان نتساءل ؟ هل الالحاد مجرد ظاهرة وسوف تختفى عاجلا ام اجلا فلا يجب ان نشغل انفسنا بها ؟ هل مايدور فى عقل الملحدون مجرد افكار وهمية خرافية ستنهار مع اول حوار يجريه الملحد مع احد رجال الدين ؟؟ ام هى افكار استغرقت الكثير من الوقت والتفكير والبحث حتى استطاعت ان تسيطر على عقول معتنقيها ؟ فما هى الأسباب القوية التى جعلت شخص ما لا يعترف بوجود اله ؟ هل ظروف اجتماعية ؟ خلل دينى فى الأسرة ؟ الخطاب الدينى السىء المقدم من رجال الدين الان ؟ هل الملحدون لم يكن لهم تجربة مع الأيمان قط ام تحولوا من الايمان الى الالحاد ؟؟!
وقد حاولنا البحث عن اجابات لهذه الأسئلة بالتواصل مع بعض الملحدين من خلفيات دينية مختلفهم ،والتواصل مع احد رجال الدين .
وبسؤالنا لأدمن صفحة (ملحد وافتخر) على الفيس بوك عن شخصيتة وعن كيفية الحاده وما الظروف والقراءات التى اسهمت فى اخذه قرار الالحاد ؟
قال انا من عائلة مسلمة ابلغ من العمر واحد واربعون عاما متزوج ولدى ابنتين زوجتى وبناتى يعتنقون الدين الأسلامى ولا يعلمون بأمر الحادى بل يعتبروننى مسلم عاص لا يصلى ولا يصوم قبل عشر سنوات كنت اعتنق الاسلام وانضممت لجماعة تسمى التبليغ والدعوة وهى ليست جماعة تكفيرية تستخدم العنف بل هى تختص بعمل الدعوة فقط ثم تركتها لأعتراضى على استخدامهم بعض الاحاديث النبوية التى فى وجهة نظرى مشكوك بأمرها ولا تناسب الرسول ثم مررت بمرحلة صعبة فى حياتى وهى وفاة ابنى فأبتعدت عن المسجد والصلاه لفترة طويلة قرأت خلالها الكثير من الكتب مثل كتاب (اصل الأنواع) لتشارلز داروين وكتب اخرى تحمل نفس الفكر فأدركت حينها ان ما كنت اؤمن به مجرد خرافات واوهام ليست لها اساس من الصحة وبتواصلنا مع ملايين الأشخاص على الانترنت ووجدت انهم يحملون الفكر ذاته فقرار الحادى كان عن اقتناع تام وليس السبب فى ذلك وفاة ابنى كما يظن البعض فانا قرأت وبحثت فى كل الاديان تقريبا السماوية وغيرها ولم اجد تفسير مقنع يجيب عن سؤال لماذا خلقنا الله ؟ او ما هى حقيقة وجود الله فأنا لا اؤمن بوجود اله ولكنى اؤمن بنظرية التطور " ويستكمل حديثه قائلا " اؤمن بحرية المعتقد اى كان ولكن ارفض فرض اى معتقد على الانسان بالقوى فأنا ملحد ولا اؤمن بوجود الله وهذا اختيارى، ولا اخشى على نفسى من المساءلة القانونية ومواجهتى بتهمة ازدراء الاديان ، ولكن كل ما اخشاه ان تتعرض عائلتى لأى ضرر بسببى "
وقال سمير سعد وهو ملحد اخر عن ظروف الحاده والاسباب التى دفعته فى اخذ هذا القرار اجابنى قائلا " انا من خلفية دينية مسيحية قبل ستة اعوام كنت من المؤمنين الملتزمين الذين يداومون على الصلاه وحضور الكنيسة ، قمت بدراسة اللاهوت ولم اقتنع بالدلائل الخمسة التى استخدمها (توما الاكوينى) لأثبات وجود الله فالبرغم من اعتمادها على المنطق والفلسفة الا انها تحد من استخدام المنطق والفلسفة فمن قال ان هذه الادلة الخمسة لابد ان تنتهى بوجود الله لماذا لايكون هناك نهاية ابعد من ذلك ؟ و السبب الرئيسى الذى جعلنى ابتعد عن الكنيسة هو بعض رجال الدين وبعض المؤمنين الذى وجدت ان اقوالهم تتناقض مع افعالهم وفى فترة ابتعادى عن الكنيسة قرأت الكثير من الكتب وبحثت فى الكثير من الاديان ولم اقتنع بالصورة التى قدمتها الاديان عن الله فأن كان الله موجودا فله فى عقلى صورة افضل بكثير مما قدمتها الاديان !! فأنا لا اؤمن بوجود الله ولا اقول انا اعرف ان الله غير موجود لان المعرفة تتطلب ادلة عكس الايمان الذى لا يتطلب وجود ادلة وانا لا املك الادلة التى تجعلنى اقول ان الله غير موجود ، وكذلك لا املك الادلة التى تجعلنى اقول بأن الله موجود فأنا لا اهاجم من بعتنق ديانة معينة ويؤمن بها فأنا اؤمن بحرية الاختيار ، وان كانت ممارسة الروحانيات تشعر الانسان براحة نفسية فأهلا بها ولكن مشكلتى الاساسية التى اواجهها مع كل الاديان المختلفة هى انى اراها تحد من تفكير الانسان فلا تعطيه الحرية فى التفكير المطلق بل تلزمه بقوانين فى التفكير وهذا ماوجدت نقيضه فى الالحاد فالأن انا افكر بحرية مطلقة فى كل شىء ومازلت ابحث عن اصل الحياه واساسها وحتى الأن لم اصل الى نتيجة ولكننى اسير فى بحثى بحرية مطلقة دون قيود ودون الالتزام بخط معين فى التفكير اخشى الانحراف عنه. "
وصرح "لــ الشرق الأوسط الإخبارية القس امير ثروت راعى شريك بالكنيسة الانجيلية بالفجالة عن ان كان واجه بالفعل حالات الحاد وعن اسباب اتجاه الكثير خاصة فى الوقت الحالى الى الالحاد وتزايد عدد الملحدين بصورة ملحوظة ؟
قال انه قابل الكثير من حالات الالحاد بين الشباب فالالحاد اصبح ظاهرة منتشرة فى الوقت الحالى وتزداد بمعدل كبير وتتعدد الاسباب لتوجه البعض الى الالحاد ولكن السبب الرئيسى التى وجدتة فى معظم الحالات التى قابلتها من خلفيات دينية مختلفة هو وجود الشر فى العالم فان كان الله موجودا كيف يسمح بوجود كل هذا الشر فى العالم فأغلب الشباب الذى يتوجه للالحاد يكون نتيجة صدمته فى الواقع الشرير المحاط به .
وأشار بأن اسلوبه فى التعامل مع الملحد يكون على اساس المنطق والعلم فاحاول ان اقدم له ادلة منطقية علمية تثبت وجود الله ولا اتبع معه اسلوب الوعظ ولا اتحدث معه بالدين مطلقا عن طريق الاستشهاد بأيات من الانجيل لانه بالطبع يرفض هذا النوع من الحديث
فى النهاية وبغض النظر عن ان كنت تؤمن بحرية الانسان فى اختيار معتقده ام لا وان كنت تشكك فى وجود ظاهرة الالحاد وتفشيها فى المجتمع وتكاثرها بصورة مرعبة فهناك حقيقة موثقة بالدلائل.. وهى ان اعداد الملحدين فى مصر والعالم العربى فى ازدياد كل يوم ويمكنك ان تتأكد بنفسك ان بحثت فى مواقع التواصل الاجتماعى واليوتيوب والمدونات المختلفة.
ومما لا شك فيه ان الافكار التى تدور فى عقول الملحدين ليست وليدة اللحظة بل هى نتاج بحث وفحص وقراءات فى الدين والعلم والمنطق والفلسفة ،لذلك اصبح من الصعب التخلص من هذه الافكار بالطريقة الجدلية التقليدية لرجال الدين والخطب الرنانة التى تتحدث عن الجحيم وعذاب القبر ،او الاكتفاء بالصلاه والدعاء لهم بالهداية ، ولا بالوسائل القمعية التى تستخدمها الدولة فى مواجهة هذه الافكار المختلفة كتوجيه تهمة ازداراء الاديان وغيرها فالقمع لا يلغى وجود الفكرة ولا يقتلها بل يخفيها لبعض الوقت ويصنع من معتنقى الأفكار ابطالا ، فيجب البحث عن اساليب جديدة تلجأ الى الحوار والاقناع وتحسين لغة الخطاب الدينى مع اعطاء مساحة لحرية الاختيار والقبول والرفض دون ارهاب او قمع ، وان نتخلص من عادة دفن الرؤوس فى الرمال والخوف من الاصطدام بالحقيقة ، لاننا عاجلا ام اجلا سنفاجأ بالملحدين يعلنون عن انفسهم فى المجتمعات بصورة مباشرة وليس خلف اسماء مستعارة على صفحات الفيس بوك ..!