البشر اليوم قادرون على تعديل بيئتنا بواسطة التكنولوجيا التي تزداد تطوراً في كل يوم, فلقد كان بأيدينا و منذ عقود طويلة اختراع العلاجات و الأدوية الطبية و كذلك تطوير و تغيير الطرق و الأساليب الزراعية و بناء هيكل اقتصادي أدى إلى إحداث تغيير جذري في الطريقة التي نتكاثر بها و بنوعية الحياة و المحافظة عليها.
فعلى سبيل المثال ، نحن باستطاعتنا معالجة داء السكري بواسطة الأنسولين لذلك فأن الجينات المسؤولة عن إحداث مرض السكري أصبحت الآن أقل عرضة لقوى الإنتخاب الطبيعي التي تعمل ضدها، و خاصة في البلدان المتقدمة التي تتوفر بها معالجة عادلة لجميع الأفراد. هذا الأمر قاد بالاستنتاج إلى أننا كنوع أصبحنا الآن و بفضل التطوّر التكنولوجي خارج اللعبة التطوّرية و عزلنا أنفسنا بعيداً عنها و بالتالي فإن تطوّرنا قد انتهى لأننا سيطرنا على القوة التي تّسير التطوّر ألا و هي الانتخاب الطبيعي، لكن هل هذا فعلاً ما يحصل؟ هل توقف تطوّر البشر اليوم؟ حسناً الأمر ليس بهذه السهولة, فالبشر ما زالوا يواجهون تحديات كبيرة على صعيدي التكاثر و البقاء على قيد الحياة لكن ليس كتلك التحديات التي واجهها أسلافنا قبل 20,000 سنة مضت أو أكثر. ولكن غالبية البشر اليوم يعيشون في مناطق سكنية مكتظة، لذلك فإنّهم يواجهون مخاطر أكبر في حالة انتشار وباء مرضي معين من تلك المخاطر التي واجهها أسلافنا البدائيون كونهم كانوا اقل احتكاكاً مع بعضهم البعض ولم يكونوا على اتصال يومي دائم. هذا التغيّر في طبيعة المسكن قد يقود إلى تفضيل انتشار النسخ الجينية التي توفر الحماية الطبيعية من تلك الأمراض.
ولكن السّؤال الذي يجب أن يُسأل هو: كيف ينظر العلماء إلى الحمض النووي DNA للأشخاص الذين هم على قيد الحياة الآن و من هذا الحمض النووي يتعرفون على تأثيرات الانتخاب الطبيعي الحديثة التي طرأت على أسلافهم؟
لتكملة المقال مع الهوامش و المصادر: [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]