لدى معظم الأنواع ال 600 المعروفة من النباتات اللاحمة، نجد عملية شبيهة بما يحدث في معدتنا. مثلا لدى النبتة آكلة الذباب أو خناق الذباب Dionaea Muscipula، الأكثر شهرة، نجد عددا كبيرا من الأنزيمات التي تساعدها على تحويل فرائسها إلى مواد قابلة للامتصاص، تفرزها "غدد هضمية" على مستوى سطح الأوراق. هذه الأنزيمات لا يتم إفرازها إلا بعد أن يتم الإمساك بالفريسة، و يلزمها أسبوعان أو ثلاث لهضم حشرة واحدة.
و لكن رغم قوتها و تنوعها، لا تستطيع تلك الأنزيمات أن تفتت المركب الأساسي الموجود في إهاب و أجنحة الحشرات، و هو الكيتين (المركب الأساسي لجوانب خلية الفطريات وهي الهيكل الصلب الذي يغطي أجسام الحشرات والعديد من مفصليات الأرجل وبعض الحيوانات ــــ ويكيبيديا)، و لذلك نجد دائما هيكلا خارجيا فارغا في مصيدة هذه النباتات. و لكن هنالك أنواع أخرى مثل "نبتة الكوبرى" Darlingtonia Californica الجميلة التي لا تمتلك أي أنزيمات، و هي بذلك تعتمد على البكتيريا المتواجدة في الماء بمصيدتها لكي تقوم بتحليل المواد المغذية للكائن.
بعض الأنواع الأخرى تعتمد على العاملين معا لهضم الفرائس. نجد مثلا لدى نبات الإبريق Sarracenia Purpurea أن دور الأنزيمات هو تسريع عملية التحلل التي تتكفل بها البكتيريا. و لكن الأنواع الأكثر إدهاشا هي تلك التي تهضم فرائسها بمساعدة الحيوانات التي تعيش عليها! تقوم هذه المفصليات اللافقرية ذات الهيكل الخارجي بأكل الفريسة التي أمسكت بها النبتة، و هذه الأخيرة تمتص فضلات تلك المفصليات بالمقابل!
هذا هو الحال بالنسبة لنبتة Roridula Gorgonia، و هي على شكل شجيرة مغطاة بشعيرات لاصقة، التي تترك عملية الهضم للبق الذي يعيش عليها!
ترجمة: Antoni Ledna
المصدر: عدد خاص من المجلة العلمية Science & Vie، "مائة سؤال عن الحياة، مائة إجابة للعلم"، 2007، صفحة 61 – avec Achraf Nihilista, Deutsche Pathfinder et Code Puk.