الإنسانية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الإنسانية

الإنسانية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الإنسانية

الارتقاء الى المستوى الإنساني


  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

التغيير في العالم العربي

أبو عماد
أبو عماد
Admin


عدد المساهمات : 796
تاريخ التسجيل : 20/11/2012
العمر : 68
الموقع : damas

التغيير في العالم العربي Empty التغيير في العالم العربي

مُساهمة  أبو عماد السبت 1 مايو 2021 - 18:57

أقول منذ سنوات إن التغيير قادم لا محالة، ولم أراهن يوماً على رجال الدين لعمل إصلاحات، لأن رجال الدين لا يسعون للتغيير بقدر ما يسعون لاحكام قبضتهم على الناس باسم الدين. ولم أراهن أيضاً على رجال السلطة في بلادنا لأنهم أيضاً يستغلون الدين لترسيخ سلطتهم.
التغيير يحدث في العقول وفي الاقتصاد وفي حركة المجتمع. الناس بطبيعتهم يحبون الحياة ويريدون الحرية والحب والغناء والرقص، لكن رجال الدين يخدعونهم ويجعلونهم يعيشون ضد طبيعتهم فيعتبرون العبودية حرية والسياحة والفن حرام والموت في سبيل الله حياة. ولكن غريزة الحياة وعجلة التاريخ والاقتصاد والبراجماتية السياسية أقوى على المدى البعيد.
لم أراهن أيضاً على التنويريين سواء كانوا مع السلطة أو ضدها. أراهن على المرأة التي سئمت الظلم والقهر والرجل الذي يريد أن يحيا حياة كريمة في وطنه.
ومع ذلك فقد يلعب رجال السلطة دوراً، وقد يساهم بعض رجال الدين بإرادتهم أو رغماً عنهم في التغيير، وأيضاً للتنويريين والفنانين دور مهم. لكن لن يقوم رجل واحد بالتغيير إلا إذا كان هذا التغيير هو إرادة شعبية أيضاً. وفي النهاية لا يستطيع أحداً مقاومة فكرة جاء وقتها.
كلام محمد بن سلمان مهم جداً خاصة في بلد مثل السعودية كان يجري فيه مطوعو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشوارع خلف الرجال وقت الصلاة ليدفعوهم للمساجد أو يراقبوا النساء في المولات حتى لا يخاطبن الرجال. في بلد يعيش في العصر الحجري مثل هذا، فإن كلام بن سلمان فعلاً ثورة ويستحق أن نعتبره خطوة هامة جداً.
لكن أخشى أن ينسى التنويريون المصريون في خضم الفرح والتهليل أنهم لا يزالوا يتعاملون مع شعب مصري رباه الشعراوي وتغلغل في كل بيت فيه فكر المعاهد الأزهرية. شعب نصّب نفسه كهنة وحراس على الدين والعقيدة. شعب إخواني الهوى، والإخوان ضد بن سلمان ويعتبروه يموّع الدين ويحارب العقيدة.
بن سلمان يريد أن يحتكم لجزء من نصوص الإسلام كي يحارب جزء آخر من هذه النصوص، وهذا سلاح ذو حدين، لأنك حين تجعل النص القرآني هو الحكم، فأنت تحت سلطة هذا النص، وبالتالي مازلت تحت سلطة المفسرين، وما زلت تحتاج الحديث لإزالة اللبس والغموض في النص. ثم ان النص القرآني نفسه يعطي لكل فريق ما يريده من تبريرات، فيعطي للمسلم المتسامح رخصة ليصادق المسيحي بقوله تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين، ويعطي للمسلم المتعصب رخصة لمعاداة المسيحي بقوله تعالى ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، ويعطي المسلم تبرير لمعاشرة زوجته بالمعروف ويعطيه أيضاً تصريحاً بضربها، ويعطي تبريراً للعيش في سلام مع الآخر ويعطي ترخيصاً لداعش لمقاتلة من يحاربون الله ورسوله ولو بالكلام.
فيه جزء كبير من الاخوة التنويريين بيسمعوا لاسلام البحيري من زمان ويظنوا ان المشكلة فقط في ابن تيمية وأحاديث الآحاد، لكن المشكلة هي تحكيم النص حتى لو نص القرآن نفسه، والحل ليس تنحية بعض النصوص أو تفسيرها بأسلوب عصري، لكن التحرر من سلطة النص في الحكم والتشريع...
أكتر شيئ عجبني مش كلام بن سلمان نفسه لكن الصمت المدوي لشيوخ السلفية والأزهر، وهذا يضرب مصداقيتهم في مقتل ويبين للجميع أنهم ليسوا حماة الدين بل خدام لقمة العيش. وضرب هذه المصداقية خطوة مهمة في طريق التغيير كما أن كلام بن سلمان نفسه خطوة مهمة...
المهم اننا ما نقعدش حاطين إيدينا في خصرنا ونتفرج واننا ننتهز اللحظة الفارقة ونطالب بمزيد من الخطوات.
في النهاية الاصلاح لا يعني تحكيم نص مقدس كويس وإلغاء نص آخر إشكالي أو إعلاء القرآن فوق الحديث، وإنما تحكيم العقل وإعلاء حقوق الإنسان وحريته فوق أي نصوص!
Hamed Abdel-Samad
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 9 مايو 2024 - 8:48