الإنسانية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الإنسانية

الإنسانية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الإنسانية

الارتقاء الى المستوى الإنساني


  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

أسطورة -غشاء البكارة-

أبو عماد
أبو عماد
Admin


عدد المساهمات : 796
تاريخ التسجيل : 20/11/2012
العمر : 68
الموقع : damas

أسطورة -غشاء البكارة- Empty أسطورة -غشاء البكارة-

مُساهمة  أبو عماد الثلاثاء 11 مارس 2014 - 20:22




مهدي كاكه يي

2012 / 7 / 12

في البداية أود أن أنوّه بأن المرأة، كما الرجل تولَد حرةً طليقةً و يجب أن تبقى حرةً في تقرير مصيرها و مستقبلها و إختيار شريك حياتها بنفسها و أن جسمها مُلك لها، يحق لها أن تتصرف به كما تشاء دون قيود و وصاية. كما أنها هي وحدها فقط لها الحق في إختيار نمط حياتها الجنسية و كيفيتها.

كنتُ غير مخطِّط للكتابة حول هذا الموضوع، إلا أنه لفتت إنتباهي مقالة في الفَيسبوك، تدافع فيها كاتبتها عن حقوق المرأة، إلا أنها في نفس الوقت تظن بأن الفتاة غير الممارِسة للجنس، لها "غشاء بكارة" و تضرب أمثلة عديدة للحيوانات التي بدورها تملك مثل هذا الغشاء. إستغربتُ من عدم معرفة الكاتبة لحقيقة إنعدام شيئ إسمه "غشاء بكارة" عند الفتيات قبل ممارستهنّ للجنس. المقالة المذكورة تجعلني أن أعتقد بأن غالبية الناس في المجتمعات الإسلامية يعتقدون بوجود "غشاء بكارة" عند الفتيات اللواتي لم يمارسن الجنس قبل الزواج. لذلك أنتقد نفسي لعدم الكتابة حول أسطورة "غشاء البكارة" في وقت مبكر ليطّلع الناس و خاصة الشابات و الشباب على حقيقة الأمر و بالتالي المساهمة في إنقاذ حياة الملايين من الفتيات البريئات اللواتي لسوء حظهنّ لا ينزفن دماً في ليلة الزفاف و بذلك يصبحن ضحايا "غشاء البكارة" الناتجة عن الجهل. على كل حال ها أكتب هذه المقالة التي بين أيديكم و أأمل أن تصل المعلومات العلمية التي فيها و التي تؤكد على إنعدام شيئ إسمه "غشاء بكارة"، الى أكبر عدد ممكن من الناس لإثبات براءة الفتيات التي يُقتلْن ظلماً عند عدم نزيفهن في ليلة الزفاف و منعاً لإنهيار ملايين الزيجات نتيجة وهم وجود "غشاء بكارة" عند الفتاة.

لأسباب أنانية و بايولوجية و نفسية، قام الرجل منذ العصور الغابرة ببناء مجتمع ذكوري يقوم بإستعباد المرأة و حرمانها من حقوقها الطبيعية و يرفض مساواتها مع الرجل، رغم أن المرأة هي الأم و شريكة الحياة و الأخت و البنت للرجل. نظراً لعدم إكتمال تطور العقل البشري لحد الآن، فأن الإنسان أو بالأحرى الرجل الذي لا يزال هو صاحب القرارات و التحكّم بمصير البشر، يقوم بتقييد حريته بشكل عام و حرية المرأة بشكل خاص، سواء من خلال العادات و التقاليد التي هي من موروثاته أو من خلال وضع قوانين تفرض قيوداً جائرة على المجتمعات البشرية بشكل عام و النساء بشكل خاص.

إحدى وسائل الرجل في إضطهاد المرأة و سلب حريتها و حقوقها، هي إبتكاره لأُسطورة "غشاء البكارة" الذي لا وجود له في الواقع و ذلك للسيطرة على الحياة الجنسية للمرأة. يؤكد الطب الحديث بأن "غشاء البكارة" لا وجود له عند الفتاة. إختلاق وجود غشاء يغطي فتحة العضو الأنثوي للفتاة من قِبل الرجل، أدى الى فقدان أرواح الملايين من النساء البريئات عبر التأريخ البشري، بالإضافة الى الشباب الأبرياء الذين أُتُّهموا بإزالة "غشاء البكارة" للفتيات من خلال ممارسة الجنس معهن. لا تزال تُقترف جريمة "غشاء البكارة" بكل وحشية في المجتمعات الإسلامية و يستمر تساقط ضحاياها دون توقّف. الذنب الوحيد للضحايا هو عدم حصول نزيف دموي عند زواجهن في ليلة الزفاف خلال أول ممارسة جنسية لهن. هكذا أوجد الرجل أسطورة "غشاء البكارة" لمنع الفتاة من ممارسة الجنس قبل الزواج.

في المجتمعات الإسلامية، تكون "جريمة" فقدان نزيف الدم عند الفتاة في ليلة زفافها، هي جريمة أكبر بكثير من جرائم القتل و النهب و الإضطهاد و السرقة و غيرها من الجرائم، حيث أن هذه الجرائم الوحشية لا تلوّث شرف الرجل في هذه المجتمعات بقدر ما يلوّثه فقدان النزف الدموي عند الفتاة في ليلة الزفاف، رغم أنها بريئة و لم تمارس الجنس في السابق. هذه المجتمعات منشغلة و مهتمة ب"غشاء بكارة" الفتاة و الشرف الذي تراه في العضو الأنثوي للمرأة، تاركةً الإهتمام بحرية الإنسان و حقوقه و تقدمه و تطوره و رفاهيته من خلال تطوير الفكر الإنساني و العلوم و المعرفة.

الآن أترك الحديث للباحثين العلميين في مجال الطب و للأطباء لينقلوا لنا الحقيقة عن "غشاء البكارة". هناك أُناس كثيرون يعتقدون بوجود "غشاء بكارة" كإسم لغشاء يُشكّل غطاءً يغطي فتحة المهبل، يتمزق عند ممارسة الجنس لأول مرة. من المهم أن نعرف بأن "غشاء البكارة" لا وجود له في الواقع. ما هو موجود في الواقع هو طيّة غشائية مخاطية تمتد حول حواف فتحة المهبل و تُدعى بإكليل المِهبل. يختلف إكليل المِهبل المُسمى خطأً في المجتمعات الإسلامية ب"غشاء البكارة" في الشكل و الحجم و السُمك من فتاة الى أخرى. ليست هناك وظيفة معينة لإكليل المهبل، إلا أنه يُعتقد بأنه من بقايا تطور المهبل و أنه يمنع دخول الميكروبات و الأوساخ الى المهبل.

كثير من الناس يعتقدون بأن "غشاء البكارة" موجود وأنه دليل على أن الفتاة عذراء (أي لم تمارس الجنس). أولئك الذين يعتقدون أن "غشاء البكارة" موجود عند الفتاة، يتوقعون تمزّق "غشاء البكارة" عند ممارسة الفتاة الجِماع لأول مرة في حياتها و الذي يؤدي الى حصول نزيف لهذا "الغشاء". "غشاء البكارة" ليس قطعة رقيقة من الأنسجة تغطّي المهبل وتُثقب خلال الجماع على عكس المعتقدات الشعبية. ولو كان الأمر على هذا النحو لما كان يخرج دم الحيض عند الفتيات قبل أن يخسرن عذريتهن، حيث يكون في هذه الحالة لا وجود لمنفذ يمرّ عبره الدم ليخرج الى الخارج.

هناك أسباب عديدة لعدم حدوث النزيف عند الفتاة في ليلة الزفاف. بعض الفتيات يولدنَ دون أن يكون لهن إكليل المهبل الذي يُسمى خطأً ب"غشاء البكارة". كما أن إكليل المهبل المرن قد يتمدد عند ممارسة الجنس دون أن يتمزق. عدم إستعداد الفتاة لممارسة الجنس أو شعورها بالقلق أو جفاف إكليل المهبل قد يؤدي الى النزيف و هذا ليس له علاقة بممارسة الجنس. عند ركوب الحصان و قيادة الدراجة الهوائية و وجود خلل في المهبل و حصول تغيّر في الهورمونات و حدوث العادة الشهرية و ممارسة العادة السرية و ممارسة الجنس، قد تؤدي الى زوال إكليل المهبل مع مرور الوقت. إكليل المهبل قد يتمزق بشكل طبيعي عندما تلعب الفتاة الرياضة أو تقوم بعمل عضلي. عند قسم من الفتيات، لا يكون إكليل المهبل مرناً، بل يميل الى حدوث ثقب فيه و الذي يكبر و يتمزق عند حصول العادة الشهرية عند الفتاة. الإكليل قد يتمزق عند وضع الفتيل في المهبل خلال فترة الحيض. قد يكون الإكليل صغيراً جداً و مطاطياً لا يتمزق عند ممارسة الجنس. قد لا ينزف الإكليل عند تمزقه. مع أخذ هذه العوامل بنظر الإعتبار، فأنه من المحزن جداً أن تتوقع الفتيات في مختلف بلدان العالم أن ينزفن دماً في ليلة الزفاف كدليل على أنهن باكرات و يتعرضن للموت و تتحطم حياتهن إن لم يحدث عندهن النزيف في ليلة الزفاف.

للأسباب الآنفة الذكر فأنّ حوالي 70٪ من الفتيات لا ينزفنَ أثناء ممارستهن للجنس لأول مرة في حياتهن. كما أنه ليس من الممكن معرفة فيما لو أن الفتاة عذراء أم لا عن طريق فحص طبي لمهبل الفتاة. تتم معرفة ممارسة الفتاة للجنس فقط في حالة حصول الحمل عند الفتاة أو إصابتها بأمراض جنسية.

رغم أن الطب يؤكد على عدم وجود شيئ إسمه "غشاء البكارة" فأن هناك أطباء دجّالون يدّعون بأنهم يقومون بعملية خياطة "غشاء البكارة" و يدّعون أيضاً بأنهم قادرون على تشخيص عُذرية الفتاة، أي فيما لو أن الفتاة لها "غشاء البكارة" أم لا. هؤلاء الأطباء الدجّالون يقومون بإستغلال العادات و التقاليد السائدة لخداع الناس و إبتزازهم مادياً بالإدعاء بتمكنهم من خياطة "غشاء البكارة" أو معرفة عُذرية الفتاة.

مما سبق فأن المجتمعات الإسلامية بحاجة الى توعية للإطلاع على المعلومات الطبية حول "غشاء البكارة" عند الفتيات. تتحمل وسائل الإعلام و الكُتاب مسئولية كبرى لنشر الحقائق العلمية حول هذا الموضوع، خاصة و نحن نعيش في عصر العولمة و الثورة المعلوماتية و الإتصالاتية. كما ينبغي على المؤسسات الصحية توعية الناس بنشر المعلومات عن طريق وسائل الإعلام المختلفة و إقامة الندوات و تنظيم المحاضرات و الإتصالات المباشرة مع الناس. المؤسسات التعليمية و الثقافية تتحمل مسئولية تدريس هذه الحقائق العلمية ضمن المناهج الدراسية في المدارس المتوسطة و الإعدادية و الجامعات و تغيير المصطلح الخاطئ "غشاء البكارة" الى "إكليل المهبل" المُستعمَل عالمياً. كما أنه ينبغي على المؤسسة القضائية القيام بوضع قوانين حول هذا الموضوع، تستند على المعلومات الطبية. إنه عار على الإنسانية أن تسمح بأن يستمر موت الملايين من الفتيات البريئات من ضحايا أسطورة "غشاء البكارة" و إنهيار الزيجات بسبب إدّعاءٍ واهٍ يفنده العلم. للحصول على معلومات أكثر حول الموضوع، يمكن للقارئ العزيز الإطلاع على الروابط أدناه، التي تحتوي على معلومات مفصلة باللغتين العربية و الإنجليزية. كما أن الرابط الأول يتضمن مقال الكاتبة المذكورة حول الموضوع.

الروابط

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B8%D9%84%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%
84%D8%B9%D9%86%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D8
%B7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%81%D8%9F/%D8%A3%D8
%B3%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%BA%D8%B4%D8%A7%D8%A1-%D
8%A7%D9%84%D8%A8%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%A9/

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
anatomy_formerly_known_as_the_hymen_the_myths_that_surround_it

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] - الحوار المتمدن

للاطلاع على الموضوع :

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 9 مايو 2024 - 10:45