لكل كعبة حجرها الخاص. ففي مدينة غيمن الجنوبية كانوا يعبدون الحجر الأحمر، وفي كعبة العبلات كانوا يعبدون الحجر الأبيض، وفي مكة كانوا يعبدون الحجر الأسود، ولايزال هناك حجرا أبيضا منتصبًا حتى اليوم على قمة جبل عرفات والذي كان يُسمى جبل إل ’’إلــــه القمر‘‘ وكلها كانت معبودات ٌ وثنية، رواه البخاري وابن إسحاق في السيرة عن تلك الكعبات:
كانت كعبة ’’اللات‘‘ لثقيف بالطائف وكان سدنتُ ّ ها وحج ٍ ابها بني معتب ٍ من ثقيف ّ وخربها
ٍ أبو سفيان والمغيرة بن شعبة.
ّ أما كعبة ’’مناة‘‘ فكانت للأوس والخزرج ومن دان بدينهم من أهل المدينة على ساحل البحر
ٍ من ناحية المشلل بقديد وقد خربها أبو سفيان أيضا وقيل علي بن أبي طالب
ٍ وكانت كعبة ’’ذو الخلصة‘‘ لدوس ٍ وخثعم وبجيلة ٍ ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة
وكان يقال لها ’’الكعبة اليمنية‘‘ ولكعبتكم يقال ’’الكعبة الشامية،‘‘ وكان ذو الخلصة على شكل حجر ٍ أبيض ٍ منقوش ٍ عليه شكل تاج ُّ يحج ّ له العرب ويقدمون له الهدايا ويصبّون عليه اللبن ويذبحون له القرابين. والناس يقصدونه للاستقسام عنده بالأزلم وكانت له ثلاثة أقداح وهي: الأمر، والنهي، والمتربّص. وطواف العرب حول ’’ذو الخلصة‘‘ يشبه الطواف الذي كان يتم ّ في مكة حول الكعبة التي كان في داخلها الحجر الأسود، لهذا أرسل نبيكم جريرا بن عبدالله البجلي لهدم ذو الخلصة بعد غزو مكة، فخرج في بجيلة ٍ وقاتل قبيلتي خثعم وباهلة اللتين دافعتا عن الصنم بشدة وسقط منهم المئات من القتلى وأُ ِضرمت النار في كعبة ذو الخلصة، ثم جعلوها عتبة للمسجد هناك. أما جدران كعبة ذو الخصلة فقد ظلَّت قائمة حتى بداية القرن العشرين حيث أن الملك عبد العزيز آل سعود حين استولى على الحجاز أمر أميره على المنطقة عبد العزيز آل إبراهيم (حسبم
ذكر الباحث رشدي ملحس) بتحطيم بقايا المعابد الوثنية وإخضاع القبائل العربية القاطنة في سراة الحجاز، بحجة أن هذه القبائل كانت تحاول العودة إلى البدع والخرافات والتقاليد الدينية التي كانت سائدةً قبل الإسلام، وكانت بقايا معبد ’’ذو الخلصة ‘‘ من تلك الأبنية التي شملها هذا التدمير في تلك الفترة، وأنت ترى اليوم يا سالم أن الحكم السعودي الوهابي لزال يقوم بتحطيم التراث الثقافي والتاريخي لدول المنطقة من خلال ذراعه العسكري (داعش)
ٍ وكانت كعبة ’’قلس‘‘ لطيء ٍ ومن يليها بجبلي طيء يعني أجأ وسلمى وهم جبلان مشهوران.
ِ وكانت كعبة ’’رئام‘‘ لحمير وأهل اليمن كما يرد ذكره في قصة (التُّبَّع) أحد ملوك حمير وقصة الحبرين حين خرباه وقتلا منه كلبًا أسودا، كم ذكر ابن الكلبي بكتابه الأصنام، ص -12 1
وكانت كعبة ’’رضاء‘‘ لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، ولها يقول كعب بن ربيعة بن كعب
(المستوغر) حين غزاها:
ْ ولقد شددت على رضاء شدةً فــتركتـها قـفرا بـقاع أسـحما
ْ وأعان عبد الله في مكروهــها وبمـثل عبد الله أغشى المحرما
السيرة لابن هشام ج 1ص 18
وكانت في اليمن سبعة كعبات لعبادة النجوم السيارة السبعة إحداها يُ ّ دعى بيت غمدان ’’كعبة غمدان‘‘ بناها الضحاك وفي صنعاء تعظيم ُ للزهرة فهدمها الخليفة عثمن حيث أشار الشهرستان إلى سبب قتل عثمن بن عفّان بقول الشهرستان تمت النبوة المنقوشة على كعبة غمدان وهي: هادمك مقتول. وأغرب كعبة ٍ عربية ٌ هي كعبة ’’نجران‘‘ وهناك اختلاف ِّ على الدين الذي كان ينتمي إليه روادها، لكن المعروف أن بني
عبد المُدان وهم من أتباعها يدينون بالنصرانية، وهم الذين جاؤوا إلى نبي الإسلام ودعاهم إلى المباهلة، ويذكر كتاب المحبر ص 132 أن السيد وهب والعاقب عبد المسيح والأسقف قيس بن حص ْين ويزيد بن عبد المدان كانوا وفدهم الذي أراد المباهلة وقد أورد ياقوت الحموي في معجم البلدان وابن الكلبي أن الأعشى قال فيهم:
ٍ وكعبة نجران حتْم علـيـــ ــــك حتى تناخى بأبوابها
ً نزور يزيدا وعبد المسـيح وقيـسا هـم خـير أربـابـها
ّ إن ٍ وجود أساقفة فيها يُؤكّد صراحة أنها كانت للنصارى، ويعتقد أن الأسماء التي وردت في شعر الأعشى ومنها اسم ’’عبد المسيح‘‘ كانوا شهداء، وقد دفنت عظامهم في المبنى الذي قال الأعشى عنه أنه كعبة وأنهم نالوا شيئًا من التقديس فأسماهم الأعشى أربابها.
شهداء نجران النصارى هم أصحاب الأخدود الذي ذكرهم محمد بالقرآن، وكانوا سكانًا مسيحيين وصلتهم
المسيحية عن طريق المبشرين في أواخر القرن الثالث أو أوائل القرن الرابع الميلادي. وفي عام 525م أمر ’’ذو نواس‘‘ آخر ملوك حمير من النجرانيين أن يتحولوا من النصارنية إلى اليهودية، وعندما رفضوا حاصرهم وأسرهم وأحرق من لم يُذعنوا له في أخاديد. وقد جاء ذكر هذا الحدث في سورة البروج الآيات 7– 1
والسماء ذات الْبروج. واليوم الْموعود. وشاهد ومشهود. قتل أصحاب ا ْلأخدود.
أما كعبة ’’إياد‘‘ فقد ذكر ابن الكلبي بكتابه الأصنام ص ٌ 45أنه كان لقبائل إياد بيت يُسمى كعبة إياد مكانها فيم بين الكوفة والبصرة في موضعٍ يُعرف ٍ بسندان ٍ أو سنداد ٍ ، من منطقة الظهر وله يقول الأعشى بن قيس بن ثعلبة:
بين الخورنق والسدير وبارق والبيت ذو الكعبات في سنداد
وكعبة ”بعل“ في تدمر التي ذكرها أسد خياط في كتابه «اللغة العربية مالها وما عليها»على أنها لعبادة الشمس والقمر عند أهل اليمن
وكعبة ”سقام:“ كانت للعزى في أحد شعاب وادي حراض ّ الذي يقال له سقام وكانوا يضاهون به كعبة مكة.
أما كعبة ”الإله سين“ الذي يرجع إلى القرن الرابع الميلادى والإله سين يرمز للقمر وقد عبده أهل مملكة حضرموت التي عاصرت معين وقتبان وقد وجدت كتابات ٌ حضرمية تحمل أسماء عدد ٌ من الملوك منهم ملك اسمه معد يكري رب الشمس... جواد علي ج 2ص -132 130
واكتُشف حديثًا في اليمن وجود مدينة ٍ قديمة في منطقة الجوف شرقي صنعاء اسمها معين وهي قرناو وكانت هذه المدينة عاصمة دولة ”معين“ التي سبقت الدولة السبأية ثم عاصرتها وكانت دولة ”معين“ متحدةً مع مدينة ”يطيل“ التي هي خرابة براقش. وأشهر الآلهة التي عرفها شعب دولة معين هي ”ود“ ويرمز إلى عبادة إله القمر و”عنثر“ الذي يرمز إلى الزهرة و”نكرح“ الذي يرمز إلى الشمس و”اللت معن“ أي آلهة معين - جواد علي ج 2ص 7
مجلة الملحدين العرب العدد43
التي هي خرابة براقش. وأشهر الآلهة التي عرفها شعب دولة معين هي ”ود“ ويرمز إلى عبادة إله القمر و”عنثر“ الذي
يرمز إلى الزهرة و”نكرح“ الذي يرمز إلى الشمس و”اللت معن“ أي آلهة معين - جواد علي ج 2ص 7
كانت كعبة ’’اللات‘‘ لثقيف بالطائف وكان سدنتُ ّ ها وحج ٍ ابها بني معتب ٍ من ثقيف ّ وخربها
ٍ أبو سفيان والمغيرة بن شعبة.
ّ أما كعبة ’’مناة‘‘ فكانت للأوس والخزرج ومن دان بدينهم من أهل المدينة على ساحل البحر
ٍ من ناحية المشلل بقديد وقد خربها أبو سفيان أيضا وقيل علي بن أبي طالب
ٍ وكانت كعبة ’’ذو الخلصة‘‘ لدوس ٍ وخثعم وبجيلة ٍ ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة
وكان يقال لها ’’الكعبة اليمنية‘‘ ولكعبتكم يقال ’’الكعبة الشامية،‘‘ وكان ذو الخلصة على شكل حجر ٍ أبيض ٍ منقوش ٍ عليه شكل تاج ُّ يحج ّ له العرب ويقدمون له الهدايا ويصبّون عليه اللبن ويذبحون له القرابين. والناس يقصدونه للاستقسام عنده بالأزلم وكانت له ثلاثة أقداح وهي: الأمر، والنهي، والمتربّص. وطواف العرب حول ’’ذو الخلصة‘‘ يشبه الطواف الذي كان يتم ّ في مكة حول الكعبة التي كان في داخلها الحجر الأسود، لهذا أرسل نبيكم جريرا بن عبدالله البجلي لهدم ذو الخلصة بعد غزو مكة، فخرج في بجيلة ٍ وقاتل قبيلتي خثعم وباهلة اللتين دافعتا عن الصنم بشدة وسقط منهم المئات من القتلى وأُ ِضرمت النار في كعبة ذو الخلصة، ثم جعلوها عتبة للمسجد هناك. أما جدران كعبة ذو الخصلة فقد ظلَّت قائمة حتى بداية القرن العشرين حيث أن الملك عبد العزيز آل سعود حين استولى على الحجاز أمر أميره على المنطقة عبد العزيز آل إبراهيم (حسبم
ذكر الباحث رشدي ملحس) بتحطيم بقايا المعابد الوثنية وإخضاع القبائل العربية القاطنة في سراة الحجاز، بحجة أن هذه القبائل كانت تحاول العودة إلى البدع والخرافات والتقاليد الدينية التي كانت سائدةً قبل الإسلام، وكانت بقايا معبد ’’ذو الخلصة ‘‘ من تلك الأبنية التي شملها هذا التدمير في تلك الفترة، وأنت ترى اليوم يا سالم أن الحكم السعودي الوهابي لزال يقوم بتحطيم التراث الثقافي والتاريخي لدول المنطقة من خلال ذراعه العسكري (داعش)
ٍ وكانت كعبة ’’قلس‘‘ لطيء ٍ ومن يليها بجبلي طيء يعني أجأ وسلمى وهم جبلان مشهوران.
ِ وكانت كعبة ’’رئام‘‘ لحمير وأهل اليمن كما يرد ذكره في قصة (التُّبَّع) أحد ملوك حمير وقصة الحبرين حين خرباه وقتلا منه كلبًا أسودا، كم ذكر ابن الكلبي بكتابه الأصنام، ص -12 1
وكانت كعبة ’’رضاء‘‘ لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، ولها يقول كعب بن ربيعة بن كعب
(المستوغر) حين غزاها:
ْ ولقد شددت على رضاء شدةً فــتركتـها قـفرا بـقاع أسـحما
ْ وأعان عبد الله في مكروهــها وبمـثل عبد الله أغشى المحرما
السيرة لابن هشام ج 1ص 18
وكانت في اليمن سبعة كعبات لعبادة النجوم السيارة السبعة إحداها يُ ّ دعى بيت غمدان ’’كعبة غمدان‘‘ بناها الضحاك وفي صنعاء تعظيم ُ للزهرة فهدمها الخليفة عثمن حيث أشار الشهرستان إلى سبب قتل عثمن بن عفّان بقول الشهرستان تمت النبوة المنقوشة على كعبة غمدان وهي: هادمك مقتول. وأغرب كعبة ٍ عربية ٌ هي كعبة ’’نجران‘‘ وهناك اختلاف ِّ على الدين الذي كان ينتمي إليه روادها، لكن المعروف أن بني
عبد المُدان وهم من أتباعها يدينون بالنصرانية، وهم الذين جاؤوا إلى نبي الإسلام ودعاهم إلى المباهلة، ويذكر كتاب المحبر ص 132 أن السيد وهب والعاقب عبد المسيح والأسقف قيس بن حص ْين ويزيد بن عبد المدان كانوا وفدهم الذي أراد المباهلة وقد أورد ياقوت الحموي في معجم البلدان وابن الكلبي أن الأعشى قال فيهم:
ٍ وكعبة نجران حتْم علـيـــ ــــك حتى تناخى بأبوابها
ً نزور يزيدا وعبد المسـيح وقيـسا هـم خـير أربـابـها
ّ إن ٍ وجود أساقفة فيها يُؤكّد صراحة أنها كانت للنصارى، ويعتقد أن الأسماء التي وردت في شعر الأعشى ومنها اسم ’’عبد المسيح‘‘ كانوا شهداء، وقد دفنت عظامهم في المبنى الذي قال الأعشى عنه أنه كعبة وأنهم نالوا شيئًا من التقديس فأسماهم الأعشى أربابها.
شهداء نجران النصارى هم أصحاب الأخدود الذي ذكرهم محمد بالقرآن، وكانوا سكانًا مسيحيين وصلتهم
المسيحية عن طريق المبشرين في أواخر القرن الثالث أو أوائل القرن الرابع الميلادي. وفي عام 525م أمر ’’ذو نواس‘‘ آخر ملوك حمير من النجرانيين أن يتحولوا من النصارنية إلى اليهودية، وعندما رفضوا حاصرهم وأسرهم وأحرق من لم يُذعنوا له في أخاديد. وقد جاء ذكر هذا الحدث في سورة البروج الآيات 7– 1
والسماء ذات الْبروج. واليوم الْموعود. وشاهد ومشهود. قتل أصحاب ا ْلأخدود.
أما كعبة ’’إياد‘‘ فقد ذكر ابن الكلبي بكتابه الأصنام ص ٌ 45أنه كان لقبائل إياد بيت يُسمى كعبة إياد مكانها فيم بين الكوفة والبصرة في موضعٍ يُعرف ٍ بسندان ٍ أو سنداد ٍ ، من منطقة الظهر وله يقول الأعشى بن قيس بن ثعلبة:
بين الخورنق والسدير وبارق والبيت ذو الكعبات في سنداد
وكعبة ”بعل“ في تدمر التي ذكرها أسد خياط في كتابه «اللغة العربية مالها وما عليها»على أنها لعبادة الشمس والقمر عند أهل اليمن
وكعبة ”سقام:“ كانت للعزى في أحد شعاب وادي حراض ّ الذي يقال له سقام وكانوا يضاهون به كعبة مكة.
أما كعبة ”الإله سين“ الذي يرجع إلى القرن الرابع الميلادى والإله سين يرمز للقمر وقد عبده أهل مملكة حضرموت التي عاصرت معين وقتبان وقد وجدت كتابات ٌ حضرمية تحمل أسماء عدد ٌ من الملوك منهم ملك اسمه معد يكري رب الشمس... جواد علي ج 2ص -132 130
واكتُشف حديثًا في اليمن وجود مدينة ٍ قديمة في منطقة الجوف شرقي صنعاء اسمها معين وهي قرناو وكانت هذه المدينة عاصمة دولة ”معين“ التي سبقت الدولة السبأية ثم عاصرتها وكانت دولة ”معين“ متحدةً مع مدينة ”يطيل“ التي هي خرابة براقش. وأشهر الآلهة التي عرفها شعب دولة معين هي ”ود“ ويرمز إلى عبادة إله القمر و”عنثر“ الذي يرمز إلى الزهرة و”نكرح“ الذي يرمز إلى الشمس و”اللت معن“ أي آلهة معين - جواد علي ج 2ص 7
مجلة الملحدين العرب العدد43
التي هي خرابة براقش. وأشهر الآلهة التي عرفها شعب دولة معين هي ”ود“ ويرمز إلى عبادة إله القمر و”عنثر“ الذي
يرمز إلى الزهرة و”نكرح“ الذي يرمز إلى الشمس و”اللت معن“ أي آلهة معين - جواد علي ج 2ص 7