الإنسانية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الإنسانية

الإنسانية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الإنسانية

الارتقاء الى المستوى الإنساني


  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الشيطان في المسيحية

أبو عماد
أبو عماد
Admin


عدد المساهمات : 796
تاريخ التسجيل : 20/11/2012
العمر : 68
الموقع : damas

الشيطان في المسيحية Empty الشيطان في المسيحية

مُساهمة  أبو عماد الأربعاء 11 نوفمبر 2020 - 0:41

ورثت المسيحية فكرة الشيطان من اليهودية، فالمسيح في أصله رجلٌ يهودي لم يكن بعيدا عن تعاليم التوراة بقضها وقضيضها، وهو الذي قال بأنه جاء ليتمم الناموس. وحتى خليفته بولص كان له موقف متشدد تجاه الشيطان وذلك من خلال قوله: (لا يمكنك أن تشرب من كأس الله والشيطان،) وهنا نجد تمييزا واضحا بين الإله والشيطان وليس كما في اليهودية من دمج بين الشخصيتين. وكانت المسيحية قد استعملت نفس تسمية (الملاك الساقط) في الإنجيل، وأشهر هؤلاء الملائكة هو (لوسيفر - حامل الضياءSmile أشعياء،
وتقول المسيحية إن (لوسيفر) كان أحد ملائكة الله، لكنه رفض أن يكون آدم أعلى منه شأنًا فتمرد على الله، وقام الله بإلقائه من الجنة إلى العالم السفلي، وأثناء نزوله ظهر على شكل نجم ساقط، لِذا سمي (الملاك الساقط) أو النجم الساقط.
ٍ كذلك نجد أن الإنجيل لم يقدم لنا أي تمهيد أو معلومات بيانية عن منشأ وكيان وأصل وجذور الشيطان! بل اكتفى بإشارات ُمقتبسة من الأسفار التوراتية المنحولة. وهكذا نجد أن الشياطين هم الملائكة الساقطون الذين عصوا أوامر الرب كما جاء في كِتاب العهد الجديد وفي رسالة بطرس الثانية.
ّ وقبل أن يبدأ المسيح رسالته بالتبشير بين الناس، ذهب إلى البرية ليصوم أربعين يوما وأربعين ليلة، وهناك ظهر له الشيطان ليجربه ويغويه، لكنه هزم الشيطان ورفضه وطرده وأخزاه.
والمسيحية مهما قيل فيها تبقى أغلب دعائمها الأساسية مبنية على ثوابت الدين اليهودي، لذا عاملت الشيطان كما عاملته اليهودية، وقالت أنه مصدر الشرور على كل الأرض، كذلك اعتبرته المسؤول الأول عن كل الأمراض الجسدية والنفسية والعقلية من أوبئة وأمراض وجنون وشذوذ ُ ومعوقات ِ من كل نوع! وهنا نجد أن المسيحية لم تأت بأي جديد ٍّ منطقي ٍ معقول بهذا الخصوص، لأن كل ذلك كان من أفكار سومر وبابل ومصر وكنعان وغيرهم من الحضارات القديمة.
وحول الشياطين يقول (إنجيل لوقا الإصحاح)14،11بأن المسيح أخرج شيطانًا من فم الأخرس.. فتَ َعجبَت الجموع!
كذلك يقول إنجيل (مرقس )24:7بأن المسيح أخرج روح نجس من رجل ممسوس! وفي جميع الأناجيل نقرأ عن قصص ُمشابهة لإخراج تلك الشياطين من الناس على يد يسوع! كذلك نقرأ كيف أن يسوع أرسل تلاميذه ليكرزوا، ومنحهم السلطان لشفاء المرضى وإخراج الشياطين (متى) ً 8:10 واقتداء بممارسات المسيح هذه كذلك فعل بعض الكهنة المسيحيين لاحقا في التأريخ، حين تصوروا أن باستطاعتهم إخراج الشياطين من أجساد الناس كما تم تصوير ذلك في فيلم (الإكسورسيست)Exorcistمثلا، والذي قامت فيه الممثلة (لندا بلير) بدور البطولة، وفي أفلام ٍ كثيرة أخرى حول نفس الموضوع.
والغريب أن الأناجيل لا تشرح أو تفسر لنا وبطريقة ٍ منطقية عاقلة ُ ومقنعة للفكر المتنور، لماذا وكيف دخلت الشياطين في الناس، لكنها تُبين وتُقرر على الدوام أن دخول الشياطين كان يُ ً سبب للناس أمراض ً ا خطيرةً جسدية ً وعقلية كالبكم (متى)32:9والجنون (متى ..) 8:28 الخ. ٍ بينما كل العلوم تقول بأن ليس للبكم والصرع والجنون أو أية حالة ٍ مرضية أخرى علاقة بشيء اسمه الشيطان!
ٌ والسؤال المطروح هو: هل هناك شياطين ً حقا في أجساد الناس المرضى اليوم كما زعمت الأناجيل! وإن كان الجواب بنعم.. فلماذا تضييع الوقت مع الطب والأطباء والعلوم والبحوث والمختبرات والمُستشفيات!؟ ولماذا لا نلجأ إلى الكهنة للقيام بهذه المهمة التي ابتدأها المسيح!؟ والسؤال الثاني: هل رأى أي بشر عبر كل التأريخ شيطانًا أو عفريتًا أو جنيًا حقيقيًا، وإن نَ َعم، فهل يستطيع إثبات ذلك؟
ِ كذلك نقرأ في سفر أعمال الرسل قصة إخراج بولص الرسول لروح نجس (شيطان) من فتاة خادمة (أعمال
21 !) ٌ 16:16وهناك قصص أخرى كثيرةٌ لإخراج المسيح للشياطين من أجساد الناس! والتي تعتبرها الكنيسة المسيحية من المعجزات التي جاء بها المسيح. ومرةٌ أخرى يفرض السؤال نفسه، لماذا توقفت كل معجزات الأديان في زمن الذرة والحاسوب والمريخ وكل العلوم التي لا حصر لها!؟
ً ومن المآسي والمخازي أيضا، أن المسيحيين حاولوا لاحقا الاقتداء بالسيد المسيح في معاملة الأمراض كشياطينٍ في جسد الناس، لِهذا راح القسس ومجموعات الناس (المؤمنين) في القرون الوسطى في أوروبا يُكبّلون المجانين والمرضى المساكين بالسلاسل ويضربونهم بقسوة كي يتألم الشيطان في داخلهم ويخرج من أجسادهم... هكذا زعموا!
ٍ ومن مقال بعنوان: (عندما يغيب العقل ويحكم رجال الدين) - للكاتب محمد زكريا توفيق - الحوار المتمدن،
أستقطع لكم هذه الفقرات المعلوماتية المهمة: « الأمراض، كما كان يعتقد رجال الكنيسة هي من فعل الشياطين، وإن الشياطين هي سبب المجاعات والقحط وفساد الجو والعقم عند النساء. وأنها تحوم في الجو ممتطية السحاب، وتأتي لمن يطلبها عن طريق السحر، أو لمن يقترف إثمًا أو خطيئة. لذلك أمر البابا (بيوس الخامس) أن يُدعى الأطباء بأطباء الروح، لأن الأمراض تأتي من الشياطين والأرواح الشريرة.»
ملاحظة: (هذه المعتقدات كانت موجودةً منذ أيام المجتمع البابلي، وكل ما فعلته الأديان التوحيدية هي اقتباسها ولطشها-) ويستطرد صاحب المقال: « في القرن الخامس عشر ظهر اعتقاد مأساوي بأن بعض النساء يساعدن الشياطين في ظهور الأعاصير والعواصف الثلجية أو الفيضانات أو ما شابه ذلك من كوارث طبيعية، لذلك أصدر البابا (أنوسنت الثامن) في السابع من شهر ديسمبر عام ً 1484ميلادية أمرا بالقضاء على كل الساحرات. فقام رجال الكنيسة في المانيا بتعقب الساحرات اللاتي يُسببن فساد الجو وبوار الأرض وباقي الكوارث.
ُ ومن ثم وجدت آلاف من النساء البريئات أنفسهن معلقات على أجهزة التعذيب، أو م َكبّلات ُ ومحاطات بأقرب الناس إليهن كي يقودوهن إلى أماكن الإعدام حرقًا حتى الموت، كي تتطهر أرواحهن.
في عام 1609ميلادية كان وباء الخوف من الساحرات يكتسح كل جنوب فرنسا، مئات من الناس كانوا يعتقدون ـوبسبب الخوف- أنهم ملبوسون بالشياطين، بعضهم كانوا يعتقدون أنهم قد مسخوا كلابًا، فيقومون بالنباح؛
وشُكلت لجنة من قبل البرلمان لمحاكمة المُشتبه بهم، وعرفت تلك اللجنة طريقة ما -حسب زعمهم- لتحديد المكان الذي تدخل منه الشياطين إلى جسد المُتهم أو المُتَهمة! وهي أن تُعصب عيني المتهمة ثم تغرز الإبر في جسدها، وأي منطقة في جسدها لا تشعر فيها بالألم تكون هي المكان الذي دخل منه الشيطان.
كان المُتهمون ينفون عن أنفسهم تهمة السحر، ويُلقون التهمة على بعضهم البعض تهربًا من الموت! ثمانية من النساء
أقَرت المحكمة جريمتهن، هرب خمسة منهن وتم حرق الثلاثة الأخريات أحياء حتى الموت.
بعض أفراد الجمهور الذي حضر عملية الحرق أقسموا بأنهم رأوا الشياطين وهي تهرب على صورة ضفادع تتقافز من رؤوس المتهمين الذين يحترقون وهم أحياء!
في لورين - فرنسا تم إعدام 800 ساحرا وساحرةً حرقًا بسبب تهمة ممارسة السحر خلال مدة 16سنة، وفي ستراسبورغ تم إعدام 134 آخرين خلال أربعة أيام فقط في أكتوبر.1582وفي المانيا كان الكاثوليك والبروتستانت يتنافسون في إرسال الساحرات إلى المحرقة. وملخص الحكاية أن علماء التأريخ الألمان يُقدرون عدد الذين تم إعدامهم بتهمة السحر والشعوذة في المانيا وحدها في القرن السابع عشر فقط ب 100,000 إنسان بريء.
ً والجدير بالذكر أنه أثناء كل ذلك كانت الكنيسة قاسية ً جدا مع رجال الدين العقلانيين الذين أبدوا شكوكهم أو عدم قناعاتهم حول فكرة وجود السحر والسحرة والشياطين، لدرجة أن قامت الكنيسة باتهام رجال الدين هؤلاء بالهرطقة،
تمشيًا مع آيات (سفر الخروج) التوراتية التي تطلب الموت الزؤام للساحرات ومن يتعاطف معهن .»
ٍ بعدها بزمن ٍ طويل جاء العالم الفرنسي (لويس باستور) ليُنهي المُعتقدات الباطلة القائلة بأن الأمراض تُصيب الإنسان بسبب مس من الشيطان أو عن طريق السحر أو بسبب غضب الله كما كان يعتقد الجهلة قبل انتشار الوعي والمعرفة والعلوم. وكان لويس باستور قد اكتشف علميًا كائنات ً غاية ِ في الصغر والدقة (الجراثيم) التي تُسبب الأمراض وقد تؤدي بالإنسان إلى التلف والهلاك.
وإلى حد نهاية القرن السابع عشر كان يتم من خلال المفاهيم المسيحية حرق النساء المُشتبه بهن كساحرات، اعتمادا على نص صغيرٍ في كِتاب العهد القديم (التوراة) يقول: (لا تدعوا ساحرةً تعيش)!
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 8 مايو 2024 - 20:31