الإنسانية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الإنسانية

الإنسانية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الإنسانية

الارتقاء الى المستوى الإنساني


2 مشترك
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

نظرية التحليل النفسي ل سيجماند فرويد و دورها في الإرشاد :

أبو عماد
أبو عماد
Admin


عدد المساهمات : 796
تاريخ التسجيل : 20/11/2012
العمر : 68
الموقع : damas

 نظرية التحليل النفسي ل سيجماند فرويد و دورها في الإرشاد : Empty نظرية التحليل النفسي ل سيجماند فرويد و دورها في الإرشاد :

مُساهمة  أبو عماد الجمعة 22 أغسطس 2014 - 0:41


كتبها باسم محمد فارس
تمثِّل هذه المرحلة أول تجربة للطفل في التعامل مع والديه بشكل جدّي مع بداية السنة الثانية أو خلالها ، حيث يبدأ الأهل على تدريب الطفل على ضبط عمليات الإخراج ، فوسائل التدريب و مشاعر و اتجاهات الوالدين و ردود أفعالهم اتجاه أطفالهم لها آثار كبيرة جداً و بعيدة المدى في تكوين سمات شخصية لاحقة مثل السلوكات القهرية Compulsive Obsession يؤكّد فرويد أهمية المرحلة الشرجية بقوله:" دع الأطفال في هذه المرحلة من تجربة الأشياء بأنفسهم ، و دعهم يقترفون الأخطاء ، و دعهم يشعرون بأنّهم محبوبين و مقبولين بالرغم من ارتكابهم للأخطاء "
1- المرحلة القضيبية (3-6) سنوات The Phalic Stage : إنّ النشاط الجنسي يصبح أكثر شدّة ، و تصبح منطقة الأعضاء الجنسية هي أساس النشاط ؛ فيستمتع الطفل باللعب بأعضاء جسمه المختلفة ، و يعتقد فرويد بأنّ الصراع الرئيسي هنا يدور حول الرغبات الجنسية اللاشعورية المحرّمة التي يطوّرها الطفل نحو الأب و الأم ، فهذه المشاعر تُكْبَتْ لأنّها مهددة بطبيعتها ، و لكن لها دور أساسي في التكيف و التطور الجنسي اللاحق ، يبدأ الضمير بالتطور في هذه المرحلة ، فالأطفال يتعلمون المعايير الأخلاقية بالتلقين الجامد و الغير واقعي لها من قبل الوالدين ، فمن وجهة نظر المدرسة التحليلية تصبح السيطرة للأنا الأعلى ، فيشعر الأطفال بالذنب بسبب دوافعهم ، و قد يحملون الشعور بالذنب خلال مرحلة البلوغ ، ممّا يؤدي إلى تطور إعاقة شخصية في الاستمتاع بالقرب من الآخرين و بناء علاقات حميمة معهم ، إنّ هذا التلقين الوالدي السلبي يقود إلى ما أسماه فرويد بتكوين الضمير الطفلي Infantile Conscience و هو عبارة عن خوف شديد و ليس ضمير حقيقي ، كما له آثاراً جانبية كالجمود و غياب المرونه و صراعات عنيفة و شعور بالذنب و الندم و استنكار للذات و لعنها . و يشير فرويد إلى تزامن الشعور بالحب و القرب نحو الأم من قبل الطفل الذكر و نحو الأب من قبل الطفلة الأنثى ، إنّ الأطفال يجرّبون مشاعر و رغبات جنسية و صراعات يتم كبتها من خلال مرحلتين أساسيتين :
- المرحلة القضيبية للذكر و عقدة أوديب Odipus Complex : إنّ الطفل الذكر في هذه المرحلة يتشوق لأمه و يشعر بالابتعاد و الكره لوالده الذي سيعاقبة بسبب مشاعره الجنسية المحرمة تجاه أمه ، في هذه العقدة تصبح الأم موضوع حب الولد و يتشوق جنسياً لها من خلال سلوكاته و تخيلاته ، ففي خلال ما سوف تصبح الأم موضوع الحب بالنسبة لابنها و بهذا تكون عملية الكبت قد بدأت ، و هذا الكبت يمنع الطفل من الإدراك الواعي الشعوري لمشاعره اتجاه والدته ممّا يؤدي به إلى تطوير مشاعر مخاوف متعلقة بالقضيب و صفها فرويد بقلق الإخصاء Castration Anxiety أي خوف الطفل من الأب بأن يقوم بقطع قضيبه بسبب مشاعره اتجاه أمه ، فيرغم على إطاعة والده لتجنب الإخصاء ، و دور المرشد هنا يكمن في حل عقدة أوديب بجعل الطفل يحوّل مشاعره الجنسية اتجاه والدته بأشكال مقبولة من الحنان و العاطفة.
- المرحلة القضيبية للأنثى و عقدة إليكترا Electra Complex : إن موضوع الحب لدى البنت هنا هو أمّها ، ولكن هذا الحب ينتقل إلى الأب خلال هذه المرحلة ، إن البنت تطور مشاعر سلبية تجاه الأم ، و عندما تكتشف غياب وجود القضيب لديها فتشعر بحالة الحسد القضيبي Penis Envy ، و في هذه العقدة يصبح لدى البنت رغبة حقيقية في منافسة أمها حب والدها ، و عندما تدرك أيضاً بأنّها لا تستطيع أن تحل محل أمها أو تنافسها، فإنّها أيضاً تبدأ بكبت المشاعر ، باستخدام وسيلة الدفاع التقمص ، فتأخذ من سمات الأم و تقلّد سلوكياتها.
إنّ السماح للطفل بإشباع ميوله الجنسية أو حرمانه منها يقوده إلى تثبيت في هذه المرحلة ، و للمرحلة القضيبية مضامين إرشادية هامة للمرشد الذي يتعامل مع البالغين :
أ‌- أن يدرك و يتعرف على أهمية التجارب الأولية في حياة البالغين (3-6) سنوات
ب‌- مساعدة المسترشد حتى يصبح واعياً لخبرات الطفولة المبكرة عن طريق التخيل.
ت‌- عندما يعيش البالغين هذه الخبرات مرة ثانية ، يشعرون بالأحاسيس المدفونه السابقة ، و يصبحون قادرين على خلق نهايات جديدة للمتاعب التي جربوها في طفولتهم
ث‌- أن يشعر و يدرك المشترشد أن اتجاهاته و سلوكاته الحالية شكِّلت في الماضي و هنا أيضاً على المسترشد أن حياته الحالية ضحية بقائها في الماضي.
2- المرحلة الرابعة الكمونية (6-12) سنة The Latency Stage : و تتميز هذه المرحلة بمايلي:
v أبنية الشخصية الأساسية (الهو ،و الأنا و الأنا الأعلى) قد تأسست تقريباً .
v بعد اجتياز الفرد لمشاكل المرحلة القضيبية و الضغوطات المجتمعة من
v المرحلتين الفمية و الشرجية يبدأ بالاستمتاع بفترة من الراحة النفسية والهدوء.
v تبدأ التنشئة الإجتماعية خارج الأسرة و العلاقات الخارجية مع الآخرين و تستمر حتى بداية البلوغ.
v يتسامي الفرد و يتوجه بدافعه الجنسي إلى الأنشطة المدرسية و تطوير الهوايات و الألعاب الرياضية و الصداقات من نفس الجنس .
لم ينظر فرويد إلى هذه الفترة من الكمون و كأنّها خالية من النشاط الجنسي ، و إنّما تصور أنّ هناك عملية وضع ستارة جزئية للدوافع الجنسية الطفولية ، ولم يستبعد الظهر الجزئي لهذه الطاقة الهائلة و يقول: " إنّ حركة هذه الدوافع الطفولية لا تتوقف خلال فترة الكمون هذه و إن كانت طاقتها تتحول كلياً أو جزئياً من استعمالاتها الجنسية و تتوجه إلى نواح أخرى ، و قد افترض فرويد أن هذا التحويل يأخذ اتجاهين إثنين وهما: الرد المعاكس Reaction Formation كالإشمئزاز و الشعور بالعار ، و التسامي Sublimation و به تتحول الطاقة الجنسية جزئياً نحو القضايا الجمالية ، و الأفكار الأخلاقية ، و من وجهة نظر فرويد فإنّ هاتين العمليتين تكونان جوهر مرحلة الكمون .
3- المرحلة التناسلية 13-18 سنة The Genital Stage : يرى فرويد بأنّ الفرد يصل إلى هذه المرحلة مع بعض الصراعات ؛ بسبب التصادم بين الرغبات الغريزية و القيود الإجتماعية ، و يثبت بعض الأفراد عند المراحل الفمية و الشرجية و القضيبية و لن يكون هناك نضج إذا ما بقي هؤلاء الأفراد مثبتين في إحدى هذه المراحل و تتميز هذه المرحلة بما يلي:
• يتحرك الشباب نحو المرحلة الجنسية من جديد ، إلاّ إذا كان هناك تثبيت في إحدى المراحل ا لسابقة ، و تعود معاني عقدتي أوديب و أليكترا للحياة مرة أخرى بعد السكون السابق في مرحلة الكمون.
• يطور المراهق اهتمامات غرامية و جنسية نحو الجنس الآخر و التجريب الجنسي و ممارسة بعض مسؤوليات الكبار.
• بعد انتهاء مرحلة المراهقة يكوّن المراهق علاقات حميمة مع الآخرين و يتحرر من سلطة الوالدين ، و يطوّر من اهتماماته بالآخرين .
يعتقد فرويد أن أهداف الشباب في نهاية هذه المرحلة أن يصبحوا بالغين ناضجين ، و يتضح ذلك من خلال قدرتهم على أن يحبوا و يعملوا ، و من وجهة نظره فإنّ الرضا و الإشباع الناتج عن الحب و العمل مهم في حياة الإنسان و هو الأكثر أولوية و ديمومة ، و لقد اهتم فرويد في حل القضايا الجنسية التي تؤثر على الفرد في السنوات الست الأولى من عمره ، و لم يهتم كثيراً بالمشاكل المرتبطة بالمراهقة و حياة البالغين.
4- النظرية التحليلية و دورها في الإرشاد.
قبل الدخول في هذا الموضوع لا بدّ أن نشير إلى أنّ هناك هدفان أساسيان للعلاج التحليلي و هما: "جعل اللاشعور شعور و تقوية الأنا من أجل جعل بناء سلوك على أسس أكثر واقعية و الابتعاد قدر الإمكان عن الشهوات و الإندفاعية و الغرائز"(1) .
فالعلاج التحليلي الناجح يحدث تعديل هام في بناء شخصية الفرد حيث يتم التركيز على استعمال طرق تحليلية لإحضار المواد اللاشعورية و العمل من خلالها ، و خلال هذ العملية يتم إعادة تركيب خبرات الطفولة و فهمها و مناقشتها و تفسيرها و تحليلها ، حيث تركز هذه المادة على فهم واضح للماضي و قلب النقاط الهامة فيه حتى يستطيع تطوير مستوى جيد من الفهم الذاتي لما حدث ، و بالتالي إحداث تغيير ضروري في بناء الشخصية . (2)
الهدف الرئيسي لطريقة العلاح بالتحليل النفسي هو أن تحضر إلى الشعور تلك الدوافغ المكبوتة المسببة للقلق أي دوافع الهو و التي لم يتمكن الأنا من معالجتها بنجاح ، و خلال عملية التحليل النفسي يعطي المسترشد الفرصة لمواجهة تلك المواقف التي لم يستطع معالجتها بنجاح من قبل ، إذ يخلق المحلل النفسي موقفاً خالياً من التهديدات و الأخطار، و عليه فإنّ خطوات التحليل النفسي فهي تختلف من حالة إلى أخرى فقد تكون عدة أشهر أو بضعة سنين ، و يفضل أن تكون فترات العلاج متقاربة بحيث لا تقل عن ثلاث جلسات أسبوعياً و أن لا تقل مدة الجلسة الواحدة عن ساعة واحدة من الزمن ، و من أبرز خطوات العلاج التحليلي:
1- خلق أجواء و علاقات علاجية تتميز بالثقة بين المرشد و المسترشد.
(1)(2)الخواجا عبد الفتاح محمد سعيد ، مصدر سبق ذكره ،ص 67-68
2- التنفيس الإنفعالي Gets These Feelings off This Chest ، فإخراج الإنفعالات من مخاوف و ذنوب يؤدي إن نقصان التوتر و الصراع المرتبط به ، و يقوم المحلل بهذه المهمة من خلال طرحه للأسئلة و التفسير و التداعي الحر.
3- عملية الاستبصار و يُقْصَدْ بها استبصار المريض بعدم ملائمة أفكاره أو نقص فهمه لبعض الأمور و كذلك تفسيراته لها و عدم فهمه السابق لمشاكله.
(4-1) العلاقة بين المعالج و المسترشد The Relationship Between Counselor and Counselee : (1)
يرى فرويد بأنّ العلاقة بين المرشد و المشترشد هي عبارة عن علاقة ثنائية ، تتميز بثقة المسترشد بالمرشد و التعاون معه ، فيعبر عن مشاعره الإيجابية و السلبية في عمليات التحويل نحو المعالج ، و قد يكون العكس، إنّ المسترشد يحوِّل دفاعاته و خبراته السابقة على المحلل ، فيساعده على فهمها و تقديم المساعدة للمسترشد ليفهم أسبابها فتنتقل فتنتقل ممّا هو لا شعوري إلى شعوري ، فالمحلّل هو عبارة عن شاشة يعكس المسترشد عليها ما لديه من دفاعات ، و يؤكّد فرويد على أهمية الاحترام و التقبل غير المشروط و التعاطف في علاقة المحلل بمسترشده و يعتبرها جزءاً هاماً في العملية العلاجية.
يرى فرويد بأنّ فهم العلاقة بين المعالج و المسترشد لا يتم إلاّ من خلال فهم عملية التحويل Transference و التي تمثّل محور النظرية التحليلية و التي تتضمن:
1- تحويل من المسترشد باتجاه المرشد Transference.
2- التحويل المضاد Countertransference .
1- تحويل من المسترشد باتجاه المرشد Transference :
إنّ عملية التحويل تمثّل تغيير لا شعوري باتجاه المحلل من قبل المسترشد و تحمل معها مشاعر و تخيلات
الآخرين سواء كانت إيجابية أو سلبية ، فهذه العملية عبارة عن إعادة تحويل ردود أفعال من قبل المسترشد لأشخاص مهمين في حياته ، و يسمح التحويل للمسترشد بنقل الأعمال غير المنتهيه و المكبوتة و إسقاطها في شخص المحلل .
(1)الخواجا عبد الفتاح محمد سعيد ، مصدر سبق ذكره ،ص63-73
تتضمن عملية العلاج إعادة إحياء و بناء الماضي ، فعندما يتقدّم العلاج تبدأ مشاعر المسترشد الطفولية تطفو على السطح قادمة من أعماق اللاشعور (نكوص المسترشد الإنفعالي) ، فتظهر المشاعر السابقة نتيجة لصراعات ماضية كالمشاعر المرتبطة بالحب و الكره ، بالثقة و عدم الثقة، و يظهر التحويل عندما يبدأ المسترشد يسترجع من سنواته السابقة خبرات و صراعات لها علاقة علاقات بالحب و الجنس و القلق و العدائية و الإحساس بالظلم ، فيتم إحضار هذه المشاعر فتطفو على السطح و إعادة تجريبها و إلصاقها بالمحلل ؛ فيرى المسترشد في المحلل رمزاً للسلطة التي تعاقب .
2- التحويل المضاد Countertransference :
يرى فرويد أنّ فكرة عدم وجود حرية كاملة من الماضي و تأثيراتها على الشخص لها مضامين مهمة جداً لأولئك المحللين الذين يهتمون بمساعدة المسترشد على حل الصراعات الماضية في حياتهم، و التحويل المضاد هو عبارة عن ردود أفعال غير عقلانية يوجهها المعالج نحو المسترشد ، فقد يرى فيه صورة الأب أو الأم أو الحبيب ، بمعنى أنّها صراعات داخلية غير شعورية و لا منتهية ، فالعلاقة الإرشادية القوية في التحليل النفسي تميل أحياناً إلى إشعال صراعات لا شعورية داخل المحلل نفسه.
يتلخص دور المعالج في التحويل المضاد بأن يطور مستوى معين من الموضوعية و عدم التصرف بطريقة لا عقلانية أو ذاتية أمام غضب المسترشدين أو حبهم أو إعجابهم أو كرههم أو نقدهم.
5-الأساليب العلاجية في النظرية التحليلية:
هناك ستة أساليب علاجية نجملها فيما يلي:(1)
(1) Corey Gerald ,previous resource , P 117-118
1- المحافظة على الإطار التحليلي Maintaining the analytic framework: تركِّز النظرية التحليلية على الحفاظ على إطار تحليلي خاص بها من أجل تحقيق الأهداف العلاجية ، و يشير مصطلح المحافظة هنا إلى العوامل و الأساليب الإجرائية التي يتقيد بها المحلل ، و منها المحافظة على درجة معينة من الغموض لديه ، و انتنظام و ثبات الاجتماعات ، و البدء في الجلسات العلاجية في وقت محدد و إنهائها في الوقت المحدد مسبقاًِ .
2- التنويم المغناطيسي Hypnosis : إنّ التنويم المغناطيسي طريقة من أجل تمكين المسترشد من الاسترخاء ليقول ما عنده بشكل حر من تداعيات و أفكار ، و قد استخدمه فرويد في بداية طريقته العلاجية غير أنّه استبدله بالتداعي الحر.
3- التداعي الحر Free Association : يلعب التداعي دوراً أساسياً في الحفاظ على الإطار التحليلي ، فهو عبارة عن إخراج الرغبات المكبوته من أفكار و مشاعر و تخيلات و صراعات و الأفكار اللاشعورية خلال الجلسات الإرشادية من اللاشعور إلى الشعور ، أي أن يقول المسترشد كل ما لديه من دون أن يستخدم أي وسيلة من وسائل الدفاع ، و دور المرشد أو المعالج التحليلي: تحديد المواد المكبوتة ، فهم الأحداث و الصعوبات التي مرّ بها المسترشد ، التوقف عن التداعي الحر و محاولات المسترشد عدم إكمال جمل أو ذكريات أو أحداث تمثل مواد مثيرة لقلقه فهي مواد مهمة في التحليل، الاستماع إلى التداعي الحر الظاهر و إلى المعاني الخفية فيه .
4- التفسير Interpretation : عو عبارة عن عملية تغذية راجعة يقدّمها المرشد للمسترشد ، فهي عملية تدريجية بطيئة هدفها تحقيق الاستبصار Insight الذي يأتي به التفسير للمقاومة و التحويل.
5- تحليل الأحلام Dream Analysis : يرى فرويد بأن الأحلام هي طريق موصل إلى اللاشعور و من خلالها يعبر عن عن الرغبات و المواد و الحاجات و المخاوف اللاشعورية ، فلكل شخص دوافع غير مقبولة بعبر عنها من خلال أقنعة أو أشكال رمزية بدلاً من التعبير المباشر، فالأحلام وسيلة فعّالة و واقعية للتعبير عن المواد غير المقبولة. و يرى فرويد أو لكل حلم مستويين : المحتوى الكامن Latent Content و المحتوى الظاهر Manifest ، فالمحتوى الكامن فيحتوي على المواد المخفية الرمزية و الرغبات و الدوافع و المخاوف و الأمنيات اللاشعورية ، و لأن محتوى هذا المستوى مؤلماً لأنّه يحتوي على الإندفاعات العدوانية و الجنسية ، فإنّها تنتقل و تتحول إلى مستوى مقبول هو المستوى الظاهري و الذي هو الحلم كما يبدو للحالم ، فالعملية التي ينتقل بها الحلم من المستوى الكامن إلى المستوى الظاهر تسمى بعمل الحلم Dream Work ، و وظيفة المرشد هنا هو كشف المعاني المقنعة الموجودة في الحلم عن طريق دراسة الرموز التي تظهر في المستوى الظاهر عن طريق التداعي الحر ، كأن يسأل المرشد المسترشد أن يتكلم عن عنصراً من عناصر المستوى الظاهر لحلمه من أجل أن يكشف المعاني الكامنة للحلم.
6- تحليل المقاومة Analysis of Resistance : تعتبر المقاومة مفهوم هام في التحليل النفسي ، و تعرّف على أنّها أي شيء يعمل ضد تقدّم العلاج و تمنع المسترشد من إنتاج المواد اللاشعورية ، أي امتناع أو تردد المسترشد في إحضار المواد اللاشعورية المكبوته إلى سطح الوعي أو الشعور ، و بالتالي إبقاء الوضع على ما هو عليه .
7- تحليل و تفسير التحويل Analysis and Interpretation Transference : تظهر عملية التحويل في العملية العلاجية في النقطة التي تؤثر فيها العلاقات السابقة المبكرة في حياة المسترشد على سلوكياته الحالية في العلاقة الإرشادية، بحيث يسلك المسترشد مع مرشده كما يسلك مع شخص هام في حياته السابقة ، فعملية التحويل تزوّد المسترشد بفرصة نادرة من أجل تجريب مشاعر لم يعتد عليها ، فيتمكن المسترشد من التعبير عن مشاعر و معتقدات مكبوتة في اللاشعور.
6- نقد النظرية التحليلة :
يمكن أن نجمل محدّدات النظرية التحليلية بالنقاط التالية:(1)
1- إنّ إمكانية تطبيق النظرية التحليلية في المدارس و العيادات صعبة بسبب عامل الوقت و التكلفة.
(1) زهران ،حامد عبد السلام ، التوجبه و الإرشاد المدرسي ، القاهرة ، عالم الكتب،1980، 591 ص
1- تهتم النظرية التحليلية بالمرضى أكثر من الأسوياء و هي أفضل من الإرشاد إن كانت الحالة تتطلب علاجاً نفسياً .
2- بالغ فرويد في تأكيده على العوامل البيولوجية في النمو الإنساني ، و تأكيده المطلق على النمو الجنسي بشكل كبير.
3- معظم المضطربين نفسياً يعانون من ضعف في قوة الأنا ، فوجود أنا قوية ضروري في التعامل مع قضايا التحويل المرضية.
أما الانتقادات الكبرى للمنهج التحليلي فكانت من خلال:(1)
1- المنظور السلوكي Behavioral Perspective : يرى السلوكيون بأنّ التحليل النفسي عبارة عن نظرية ذاتية تفتقر إلى العلم ، و إنّ مفاهيم التحليل النفسي للاشعور و الدوافع عبارة عن عمليات عقلية لا ترتبط بسلوك ملاحظ يمكن قياسه بشكل موضوعي يمكن أن تصادق الأنا و تقره ، علاوة على عدم وجود فائدة علمية من التحليل النفسي.
2- المنظور الوجودي Existential Perspective : يرى الوجوديون بأنّ التحليل النفسي عملي و نظري و لكنّه غير علمي و غير موضوعي ، فالقيود التي وضعها فرويد على الناس و تكبيلهم بالغرائز جعلهم عبيداً لها .
3- المنظور الموقفي Contextual Perspective : تركّز النظرية التحليلية على الصراعات النفسية و تهمل العوامل الموقفية و البيئية و أثرها في الاضطرابات النفسية.
4- المنظور التكاملي Integrated Perspective : يرى التكامليون أن النظرية التحليلية لها إطار نظري غني و لكنها لغاية الآن غير مستخدمة و ليس لها فائدة بما يتعلق بنتائجها العلاجية مقارنة بأي نوع آخر من العلاج.
(1)الخواجا عبد الفتاح محمد سعيد ، مصدر سبق ذكره ،ص80
7-تطبيقات نظرية التحليل النفسي في الإرشاد المدرسي:
يمكن إجمال تطبيقات نظرية التحليل النفسي في الإرشاد المدرسي في النقاط التالية:(1)
1- في مجال التعبير الحر و الاستماع إلى المسترشد أو ما يعرف بالتنفيس الإنفعالي.
2- تفسير و تحليل ميكانيزمات الدفاع .
3- الاستفادة من مجال المقاومة و التحليل.
4- النظرية تؤكد على معرفة أسباب الحالة و لا تكتفي بالتفسير الظاهر
و يمكن أن يستخدم العلاج التحليلي في الحالات التالية: علاج الإضطرابات النفسية كالفصام، عدم التكيف الإجتماعي والمهني ، الشك الدائم ، الشعور بالإثم ، التأتأة ، التبول اللاإردي ، الإنحرافات الجنسية كالسادية و الماسوشية ، المخاوف المرضية ، الإندفاعية ، القلق
8- دراسة حالة : علاج التحليل النفسي المطبق على ستان: (2)
ستان لديه صعوبة في التعامل مع النساء ، و قد اختار أن تعالجه أنثى ، و قد كان اختياره متعمداً ؛ كي يتحدى نفسه في العملية العلاجية ، فمن أسباب تلقيه العلاج أن يكون أقل خجلاً في الظهور أمام النساء و أن يكون قوي الشخصية أمامهن. ركّز العلاج التحليلي على الديناميات اللاشعورية في سلوك ستان ، من خلال التركيز على حياته و المواد المكبوته بداخله كقلقه المتعلق بالمثيرات الجنسية و العدوانية في حياته الماضية و لم يستطع ضبطها؛ و لذلك قد طور أنا أعلى قوي بإسقاط القيم و المعايير الأبوية و جعلها خاصة به.فهذه الطوحات لدي ستان غير واقعية باعتبارها أهداف تسعى للكمال مثل يمكن أن يكون محبوباً فقط إذا كان كاملاً .
(1)الخواجا عبد الفتاح محمد سعيد ، مصدر سبق ذكره ،ص81
(1) Corey Gerald ,previous resource , P 121-122
و بالعودة إلى تاريخ ستان الماضي كانت والدته مسيطرة على والده في طفولته ، وقد لاحظ ذلك و تأثّر به من خلال مشاعر الغضب و الشعور بالذنب الذى أدّى إلى اكتئابه ، كما أظهر ستان ميلاً إلى تدمير الذات Self destruction كأسلوب لتعبير عن عقابه لنفسه ن وقد قام بتحويل عدائيته المباشرة نحو والديه و إخوته الكبار و الغضب عليهم إلى تدمير ذاته، و كعقاب لذاته أصبح يتعاطى الكحول ، و أشير إليه كمرحلة تثبيت فمي Oral Fixation و سبب ذلك أنّه لم يتلقى الحب و الحنان خلال طفولته المبكرة ، و لا زال ستان يعاني من الحرمان و اليأس و قبول الآخرين له .
إنّ دور ستان الجنسي جلب المشاكل له ، فقد تعلم أسس العلاقات بين الرجال و النساء من خلال تجاربه المبكرة مع والديه ، و قد ظهرت هذه العلاقات على شكل مشاجرات و خصام بين والديه ، كان والده شخصاً ضعيفاً و خائفاً، و والدته قوية و مسيطرة و تؤذي الرجال ، و لذلك أصبح يخاف من والدته ، فعمّم خوفه من والدته على جميع النساء فغدا يخاف منهن، كما أنّه تقمص دور والده الضعيف و ترسخت كقاعدة في ذهنه بأن الأب ضعيف دائماً و الأم مسيطرة دائماً ، و كنتيجة لذلك تزوج من امرأة مسيطرة تشبه أمه فعززت لديه مشاعر الضعف و عدم القدرة.
الفرصة لتطوير علاقة تحويلية و العمل من خلالها هي أساس العملية العلاجية ، و هناك فرضية بأن ستان ستكون له علاقة مع معالجته كعلاقته مع والدته ، و ستكون العملية ذات معاني قيمة في إخراز التبصر في صعوباته مع النساء ن فعملية التحليل تؤكد على اكتشاف الماضي ، و الهدف جعل اللاشعور شعور ، كي لا يُقَرّرْ من قبل القوى اللاشعورية الهوّ.
لقد تمّ تكريس جل وقت المعالجة لاستكشاف ماضيه المبكر ، و من خلال حديث المسترشد فالمعالج أحرز تقدُّم في فهم ديناميات سلوك ستان ، كما وجد ارتباط بين مشاكله الحالية و خبراته المبكرة في الطفوله ، و لهذا فإنّ اكتشاف ذكريات علاقاته مع إخوانه و والدته و والده ، اكتشف كيف عمّم نظريته عن النساء و الرجال من وجهة نظر أعضاء أسرته ، و من المتوقع ممارسة مشاعر قديمة و غير مكتشفة و مشاعر دفينه لها علاقة بحوادث مؤلمة .
تؤكد العملية التحليلية على أهمية تأثير سنوات التطورلستان عندما بدأ يفهم كيف شكّل هذه الخبرات السابقة و أصبح قادراً على ضبطها، بمعنى أن خبراته السابقة مع والديه أعطته خبرة لكيفية التعامل مع زوجته التي تشبه أمه ، حتى يستطيع ضبط حاضره.
إنّ مخاوف ستان أصبحت شعورية و طاقته لم تعد مثبته علىمشاعره اللاشعورية و أصبح قادراً على اتخاذ قرارات بحياته الحالية و يستطيع أن يقوم بذلك من خلال العلاقة التحويلية التي تعمل علىتغيير شخصيته ، و المعالج الذي يعمل من مدخل تحليلي ، يكون تركيزه على النواتج النمائية لستان، و الانتباه لفهم تصرفه الحالي في هذا العالم من خلال إعادة المراحل النمائية المبكرة و ذلك بسبب الاعتمادية، فهي مفيدة لفهم سلوك المسترشد و لمشاهدة نماذج سلوكية شكّلها مع أمه فترة طفولته.
فستان لم يكمِّل مهمات الانعزال و الإنفرادية و لم يحصل على الاعتراف بذاته ، و لم يحل قضايا الكفاح نحو الاستقلالية و الاعتمادية ، أي أنّه لم يصل إلى المرحلة التي يستطيع بها أن يكافح في الحياة ليكون إنساناً مستقلاً

malek05batna يعجبه هذا الموضوع

avatar
malek05batna


عدد المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 18/01/2021

 نظرية التحليل النفسي ل سيجماند فرويد و دورها في الإرشاد : Empty شكر وتقدير

مُساهمة  malek05batna الإثنين 18 يناير 2021 - 17:50

بارك الله فيكم ولكم
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 2 مايو 2024 - 1:23