نظريّة التطوّر معتمدة على المصادفات والعشوائيّة؟ أبعد ما يكون عن ذلك!
وكلمات داروين نفسه خير دليلٍ.
نظرية التطور - The Theory Of Evolution
"من المثير للإهتمام أن نتأمّل ضفّة نهرٍ متشابكة، مغطّاة بأنواعٍ كثيرة ومتعدّدة من النّباتات، بطيورٍ تغنّي فوق الشّجيرات الصّغيرة، بحشراتٍ متنوّعة ترفرف في أرجاء المكان، وبالدّيدان تزحف عبر الأرض الرّطبة، وأن ندرك أنّ هذه الكائنات متقنة الصّنع، مختلفة أشدّ الإختلاف عن بعضها البعض، ومعتمدة على بعضها البعض بصورة معقّدة، كلّها نتاج لقوانين تعمل حولنا. هذه القوانين، بأعمّ صورها، هي قوانين النموّ والتّكاثر. الوراثة (والتي تتبع من فكرة التّكاثر). التنوّع، وهو نتاج مباشر وغير مباشر للظّروف الخارجيّة المحيطة بالكائن الحيّ ونتاج للإهمال والإستعمال. وأخيرًا نسبة إزدياد مرتفعة لعدد أفراد المجموعة الحيّة ممّا يؤدّي إلى صراع حول البقاء، وكتبعة للإنتقاء الطّبيعي، سيؤدّي هذا الصّراع إلى التشعّب في الصّفات وإلى انقراض الأنواع الأقلّ تكيّفًا.
ولذلك، من حرب الطّبيعة، من الجوع والموت، أفضل الأمور التي بإمكاننا تصوّرها، أي إنتاج الحيوانات العليا والمعقّدة، سيتبع مباشرة. هنالك عظمة في هذه الرّؤية للحياة، بقواها المتعدّدة، إذ نُفخت في البداية في أنواعٍ قليلة أو في نوعٍ واحد، وبينما استمرّ هذا الكوكب بالدّوران بحسب قانون الجاذبيّة الثّابت، من هذه البداية البسيطة، أنواع لا حصر لها، قمّة في الجمال والرّوعة، تطوّرت وما زالت تتطوّر."
- تشارلز داروين، أصل الأنواع، 1859