فالإنسانية هي مجموعة العواطف التي تخرج عن تصرفات الإنسان وترافقها ذكائه وقدرته على التحليل والسيطرة عليها الى حد ما تختلف من فرد الى آخر أما العواطف الناتجة عن الكائنات الحية غير الإنسان فهي عواطف لا تحكم للعقل فيها فيستطيع الكائن مثلا قتل صغاره أو أكلهم أو مراقبة صغاره وهي تؤكل من كائن آخر دون أن يحرك ساكنا, وقد بدأت الحيوانات أن تفكر بعاطفتها فمثلا عندما يهاجم الأسد فردا من القطيع , يحاول القطيع مهاجمة الأسد وانقاذ هذا الفرد, أو عندما يصطاد الفهد فريسة فهو ينقلها الى صغاره بدلا ان يأكلها بالرغم من الجوع الذي يعاني منه , ومن يراقب الحيوانات يستطيع ملاحظة العاطفة لديها وكيف تحاول أن تفكر في سبيل خدمة هذه العاطفة .
تعود الى الإنسان وعاطفته التي لا تختلف كثيرا عن باقي الكائنات الأخرى لهذا وضع القوانين ووضع العقوبات الصارمة على كل من لا يستطيع السيطرة على عواطفه او لنقل النزعة الحيوانية التي بداخله , واخترع الأديان لكي تكون المراقب العام على كل إنسان وبما أن ذكاء الإنسان لا حدود له فقد اخترع القوانين في الاديان ذاتها لترضي نزعته الحيوانية , فالنزعة الحيوانية هي مجموعة العواطف التي تخرج من كل الكائنات الحية بما فيه الإنسان دون أن يكون للعقل دورا فيها , اما النزعة الإنسانية فهي مجموعة العواطف الناتجة عن الكاـئنات الحية وخاصة الإنسان وللعقل دورا حاسما فيها , وهذا يذكرني بفيديو رأيته مرة عن فهد هجم على قرد وقتله وبدأ يسحبه الى أعالي الشجرة ليلتهمه بهدوء , لاحظ شيئا متعلق بهذا القرد واتضح أنه قردا صغير متعلق بأمه التي قتلها , فما كان منه إلا أن هجر ضحيته وبدأ بالاهتمام بالقرد الصغير ويحميه من بقية الوحوش
فالإنسانية تحوي نزعة حيوانية ونزعة انسانية , النزعة الحيوانية هي العاطفة الشريرة التي تسمح لحاملها بأن يرتكب الافعال الشريرة من سرقة ونهب وقتل والاعتداء على الآخرين بكل اشكال العنف , والنزعة الانسانية وهي العواطف السامية التي تدفع بصاحبها الى الأفعال الخيرة وحب ومساعدة الآخرين على كل الأصعدة .
ولكي نضمن البقاء على هذه الارض يجب علينا حمايتها وحماية كل الكائنات الحية عليها من ذكائنا وذلك بتوجيه ذكائنا الى الخير (النزعة الإنسانية) والابتعاد عن الشر (النزعة الحيوانية) بالاعتماد على القوانين الطبيعية التي أوجدتنا